ذريني من ضرب القداح على السرى ... فعزمي لا يثنيه نحس ولا سعد
76 - ليعلم من هاب السرى خشية الردى ... بان قضاء الله ليس له رد
وإن عشت محمودا فمثلي حوى الغنى ... ليكسب مالا أو يثوب له مجد
وإن مت لم أضفر فليس على المرىء ... غدا طالبا الا الترحل والجهد
قال ثم رمانا الدهر بسرعة النوى وتشعبنا أيدي سبأ وتفرقنا صدوعاً كانا لم نجتمع جميعاً، فلم أزل في حل وترحال حليف هموم وأوجال، فلما مضى حول لقيت البحتري فنافثته حديثي، وباثثته أمري، وأخبرته الخبر، وأنشدته الشعر فقال: هذه قصيدتي وهي طويلة وعجبت من ذلك ثم دعا أبنه أبا الغوث، فقال جئني بالدفتر الفلاني، فجاءه به فلم يكن فيه شيء فجاءه بأخر فلم يكن فيه شيء، فجاءه بأخر وكانت هذه صفته، فقال: مجنون أذا كان في غدٍ أخرجتها اليك فلما كان من الغد أخرج اليّ دفتراً مكتوبا بخط رطب قد وشر بنشارة خشب مما صنعته أيديهم وأذا به قد حفظها من وقته وسرقها وأدعاها لنفسه وصنع لها أولاً فقال:
سلام عليكم لا وفاء ولا عهد ... اما لكم من هجر أحبابكم بُدَّ