اخوانه في حربة الصعاليك ... حيث يثير نقعها السنابك
والموت بين الفيلقين بارك ... يا طلح يا طلح لما تماحك
ان علياً للهدى لمالك ... ان علياً من عصاه هالك
في دفعه عن حقه المهالك ... لا يجبه الحجة الا ماحك
وتقدم عدي بن حاتم في طي وهو يقول:
حرب عوان من جناها نادم ... طلحة فيها والزبير آثم
اني عدي ثم شيخي حاتم ... سيان منكم قاعد وقائم
وساهر لحربنا وقائم ... يا طلح يا طلح بما تخاصم
ان علياً بالكتاب عالم ... ان علياً من عصاه آثم
لا يجيبه الحجة الا ظالم وتقدم زهير بن قيس في بني الحرث بن كعب، وكانوا نيران مذحج الذين يفعلون الأفاعيل وهو يقول:
ايه بني الحارث أيه لا شلل ... لا عيش الأضرب أصحاب الجمل
بالمشرفيات والطعن بالأسل ... حطوا علياً تبلغوا كل الأمل
ليس لكم بعد علي من بدل ... والقول لا ينفع الا بالعمل
ثم شدوا عليهم من كل جانب فانتقضت صفوفهم، وإن فضوا وأصيب منهم من أصيب وفر منهم من فر فنادت عائشة: يا بني أمكم، أمكم، فثابوا فاحدقوا بالجمل ومعضمهم الأزد وضبة وأشواب من الناس فلم يطف به ساعتئذ شيء الا مات، وهناك كان الكثر القتلى في سنة ست