حارثة الشيباني الى أبي عبيد، فحاربا ذا الحاجب قائد الفرس وهو أربعة الاف دارع بباروسما وذلك في سنة ثلاث عشرة، وكان مع ذي الحاجب فيل كسرى الأبيض، فقال أبو عبيد أما لهذه الدبة المشؤومة من مقتل؟ فقيل: بلا خرطومه هذا إن قطع هلك، فشد عليه فضربه فقطع خرطومه، ووقع الفيل عليه فماتا جميعا وتفرق الناس، وقام بامر من بقي من المسلمين المثنى بن حارثة ونزل بهم الليس. ثم التقى جرير بن عبد الله البجلي والمسلمون بمهران والفرس عند النخيلة، والفرس يومئذ في أثني عشر الف ومعهم ثلاث فيلة فهزمهم المسلمين، وقتل مهران يومئذ ثم بعث عمر بن سعد بن أبي وقاص في سنة أربع عشرة وكانت الوقعة بالقادسية في سنة خمس عشرة، فروي إن العسكري لما تقربا قال رجل من المسلمين:
الا أبلغ أمير المؤمنين باننا ... ورهط أبن كسرى بيننا عشر أذرع
قذفتم بنا في نحره وقعدتهم ... بمرأى لعمري في الحياة ومسمع
سلام عليكم في سرور وغبطة ... سلام أياب أو سلام مودع
فروى إن هذا الشعر لما بلغ أهل المدينة بكى عمر والمسلمون وقال: