وقد رووا أنهم لا يعلمون فارسا حمى الظعائن حيا وميتاً غيره، فانه قاتل وحده دونهن بثنية غزال حتى أطالعهن الثنية وفيه يقول رجل من قومه:
ومنا بالثنية من غزال ... فتى منع الظعان إن تراما
يكر ويعتزي ذمار قوم ... كما ثب القطامي الحماما
فلما أثخن جراحا وعلم إنه هالك قال لأمه:
شدي علي العصب أم سوار ... فقد رزئت فارساً كالدينار
وأمر النساء فاوثقنه بالحبال الى سرج فرسه وأوثقن الفرس رباطا برأس الثنية وأخذن أنفسهن فنجين وظنه القوم حيا فهابوه فلم يقدموا عليه عامة يومه ثم طال ذلك عليهم فهجموا عليه فوجدوه ميتا وقد يئسوا من اللحاق بالظعائن فلذلك قالوا إنه حمى الظعائن حيا وميتا.
ومثل عامر بن مالك الجعفري وقد سموه ملاعب الأسنة لشجاعته وصخر بن عمرو بن الشريد السلمي وكيف لم يذكروا أحدا من المخضرمين كخالد بن الوليد المخزومي وعمرو بن معدي كرب الزبيدي صاحب المواقف المشهورة في الجاهلية والإسلام وطليحة بن خويلد الأسدي والمثنى بن حارثة الشيباني قاتل مهران وأبي عبيد بن مسعود الثقفي قاتل الفيل وأبي مجحن الثقفي فارس الناس بالقادسية وكيف لم يذكروا فرسان الصحابة والتابعين غير أنهم خصوا هؤلاء النفر بالتفضيل على من تقدمهم وعاصرهم وتأخر عنهم وأي مسبة تكون على العرب أعظم من إن لا يكون فيهم من لا يعد بالفروسية الا ثلاثة أو أربعة