الملك رفع كرسيه من المجلس، ومنع فرسه من الوقوف بالباب، حمل الحمول وأذعن بما يراد منه حتى يرضى عنه. فاذا رضي عنه، كانت علامة الرضا. أن يأمر باعادة الكرسي والفرس الى حيث كانا. فحداهم ما فتنوا به من الدنيا على التسمي بهذا الاسم. وقيل إن عمالهم من الملوك الصغار، كآل نصر وغيرهم كان أحدهم أذا ذكر عند أحدهم قيل له عبدك فلان، وأذا دخل عليه سجد، وأذا خرج من عنده مشى القهقري الى أن يغيب عن عينيه. وكان فيمن بعد عنهم ونأى عن أبوابهم من عمالهم ومرازبتهم من العجم، من يسمى ملكاً أيضاً، فممن سمي بذلك باذان عاملهم على اليمن، ويقال - بالنون والميم - وإنما كان مرزباناً من مرازبتهم.
روى أبن أسحاق أن رسول الله (وآله، كتب الى الملوك. وأخرج رساله اليهم فكان رسوله الى كسرى عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وكان كتابه اليه: " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله النبي، الى كسرى عظيم فارس، سلام على من أتبع الهدى وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا اله لا الله وحده لا شريك له، وإن محمداً عبده ورسوله، فأدعوك بداعية الله، فإني أنا رسول الله الى