وقيل بل حرقهم تحريقا، وسيأتي ذكر ما روي في تحريقهم مستوفِيً في موضعه من هذا الكتاب. وعنده كانت حكومة بكر وتغلب يوم قام الحارث بن حلزة اليشكري مغضبا فارتجل قصيدته التي أولها:
آذنتنا ببينها أسماءُ ... رُبَّ ثاوٍ يَمَلُّ منه الثَّواءُ
ويقول فيها:
ايها النّاطق المُرقّشُ عنا ... عند عمرو وما بذاكَ خَفاءُ
ارتجالا في المجلس، وقيل إنه كان يومئذ شيخاَ كبير. فاعتمد على سيّة قوسه فنضمت كفه، وهو لا يحس بذلك لغضبه، وشدة حميته، وروي إنه كان أبرص، وكان عمرو بن هند يكره النظر الى الأبرص، فبسط دونه ملاءة الى إن فرغ من أنشاده.
وقيل إن هذه الحكومة كانت يومئذ بين الحيين في غلام أسمه مريء، أدعاه رجل من بكر يقال له النعمان بن شريك، وقال إن أمه أخذت مني وهي حامل به. وأدعاه رجل من تغلب يقال له معد، وقال هو أبني ولد على فراشي.
وقيل بل كنت الحكومة 40 بين الحيين في الرهائن لأن الملك كان أصلح