فآبوا بالنهاب وبالسبايا ... وأبانا بالملوك مصفدينا
فقال مازلت منصفا في شعرك حتى أستأثرت على بني أبيك باليمين دون الشمال وبأسار الملوك دون السبايا والنهاب ولعل الصحيح ما قالوا في هذا الوجه.
وكان عمرو بن هند شريرا حقودا وكانت العرب تسميه مضرط الحجارة لهيبته وتسميه محرقا أيضا وهو محرق الثاني وأنما سمي بذلك لأن أخاه أسعد بن المنذر كان مستعرضا في بني دارم عند زرارة بن عدس أستعرضه عنده أبوه وولاه تربيته وحضانته وفي ذلك يقول أبو نواس مفتخرا ببني قحطان على بني عدنان:
اذا ما تميمي أتاك مفاخرا ... فقل عد عن ذا كيف أكلك للضب
تفاخرنا جهلا بظئرِ بنينا ... ألا إنّما وجه التميميِّ من هضب
فلما أيقع أسعد قتله سويد بن ربيعة بن زيد بن عبد الله بن دارم، وسيأتي ذكر مقتله فأقسم عمرو بن هند - هذا الملك - لقيتلين به منهم مائة ولم يزل يطلبهم حتى ظفر بهم بأوارة فقتل منهم مائة ففي ذلك يقول جرير للفرزدق:
اين الذين بسيفِ عمرٍو قُتِلوا ... ام أيَنْ أسعدَ فيكمْ المُسْترضعُ