المقصد الارشد (صفحة 994)

غَيرهَا إِحْدَاهمَا مُضْغَة وَالْأُخْرَى زبدة وَكَانَ الْأَخَوَات الثَّلَاث معروفات بِالْعبَادَة والورع وأكبرهن مُضْغَة وهى أكبر من بشر وَلما مَاتَت توجع عَلَيْهَا بشر توجعا شَدِيدا وَبكى بكاء كثيرا فَقيل لَهُ فى ذَلِك فَقَالَ قَرَأت فى بعض الْكتب أَن العَبْد إِذا قصر فى خدمَة ربه سلبه أنيسه وَهَذِه كَانَت أنيستى فى الدُّنْيَا وَقيل قَالَ هَذَا يَوْم مَاتَت مخة

وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد جَاءَت مخة إِلَى أَبى فَقَالَت إنى إمرأة رَأس مالى دانقان أشترى الْقطن فأردنه فأبيعه بِنصْف دِرْهَم فأتقوت بدانق من الْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة فَمر ابْن طَاهِر الطَّائِف وَمَعَهُ مشعل فَوقف يكلم أَصْحَابه الْمَشَايِخ فاستغنمت ضوء المشعل فغزلت طاقات ثمَّ غَابَ عَنى المشعل فَعلمت أَن لله فى مُطَالبَة فخلصنى خلصك الله

فَقَالَ لَهَا تخرجين الدانقين وتبقين بِلَا رَأس مَال حَتَّى يعوضك الله خيرا

فَقَالَ عبد الله فَقلت لأبى يَا أبه لَو قلت لَهَا لَو أخرجت الذى أدْركْت فِيهِ الطاقات

فَقَالَ يَا بنى سؤالها لَا يحْتَمل التَّأْوِيل ثمَّ قَالَ من هَذِه قلت مخة أُخْت بشر بن الْحَارِث

فَقَالَ من هَاهُنَا أتيت

وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد كنت يَوْمًا مَعَ أَبى فدق داق الْبَاب قَالَ لى أخرج فَانْظُر من فى الْبَاب قَالَ فَخرجت فَإِذا إمرأة قَالَت لى اسْتَأْذن لى على أَبى عبد الله تعنى أَبَاهُ قَالَ فاستئذنته فَقَالَ ادخلها

قَالَ فَدخلت فَسلمت وَجَلَست وَقَالَت يَا أَبَا عبد الله أَنا إمرأة أغزل بِاللَّيْلِ فى السراج فَرُبمَا طفىء السراج فأغزل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015