وَغَيرهَا وانتفع كثيرا بِابْن قاضى شُهْبَة
وَتقدم وَصَارَ إِلَيْهِ الْمرجع وَسلم إِلَيْهِ الْعلمَاء من أَصْحَاب الْمذَاهب وَكَانَ الْمعول عَلَيْهِ
اشْتغل بِقَضَاء دمشق فى سنة 851 هـ عَن ابْن عَم أَبِيه النظام بن مُفْلِح ثمَّ عزل وأعيد مرَارًا وَاسْتمرّ اخر الْأَمر قَاضِيا إِلَى أَن مَاتَ
وفى خلال ذَلِك شرع فى التصنيف فشرح الْمقنع فى أَربع مجلدات شرحا حافلا مزجا حذا فِيهِ حَذْو الْمحلى فى شرح الْمِنْهَاج الفرعى وَفِيه من الْفَوَائِد والنقول مَا لَا يُوجد فى غَيره سَمَّاهُ الْمُبْدع وصنف فى الْأُصُول كتابا سَمَّاهُ مرقاة الْوُصُول إِلَى علم الْأُصُول والمقصد الأرشد فى ذكر أَصْحَاب أَحْمد وَهُوَ هَذَا الْكتاب وسود فى الْفُرُوع وَالْأُصُول والنحو وَغَيرهَا شَيْئا كثيرا مَاتَ قبل تبييضها وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ عَلامَة الزَّمَان ونادرة الْعَصْر والأوان وَلَو لم يكن من إحسانه وفضله إِلَّا كف الشَّافِعِيَّة عَن أهالى مدرسة أَبى عمر لكفاه ذَلِك منقبة وذخرا عِنْد الله تَعَالَى
توفى إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى فى شهر بسكتة بدار الحَدِيث الأشرفية بصالحية دمشق وَحضر جنَازَته نَائِب الشَّام والقضاة والحجاب وَالْعُلَمَاء والنواب وَالْخَاص وَالْعَام وَحمل سَرِيره على الرؤوس بل على الْأَصَابِع وَصلى عَلَيْهِ بمدرسة أَبى عمر ثمَّ بالجامع المظفرى وَدفن بالروضة على وَالِده إِلَى جَانب أجداده بسفح قاسيون رثاه جمَاعَة وتأسف النَّاس على فَقده وفقد الْجَامِع الأموى لِأَنَّهُ احْتَرَقَ فى السّنة الْمَذْكُورَة