المقصد الارشد (صفحة 966)

ابْن تَيْمِية مَا ذكره فِيهِ هُوَ ظَاهر الْمَذْهَب وَله كتاب التَّهْذِيب فى الْفَرَائِض والتمهيد فى الْأُصُول وَقَالَ الشّعْر الْحسن

وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق مليح النادرة سريع الْجَواب حاد الخاطر وَكَانَ مَعَ ذَلِك كَامِل الدّين غزير الْعقل جميل السِّيرَة مرضى الفعال مَحْمُود الطَّرِيقَة وَحدث بالكثير روى عَنهُ ابْن نَاصِر وَأَبُو الْفَتْح بن شاتيل وَغَيرهمَا وروى عَنهُ ابْن كُلَيْب بِالْإِجَازَةِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه جمَاعَة من أَئِمَّة الْمَذْهَب مِنْهُم عبد الْوَهَّاب بن حَمْزَة وَأَبُو بكر الدينورى وَالشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلى وَغَيرهم

قَالَ أَبُو بكر بن النقور كَانَ الكيا الهراسى إِذا رأى الشَّيْخ أَبَا الْخطاب مُقبلا قَالَ قد جَاءَ الْفِقْه

وَأثْنى عَلَيْهِ السلفى وَابْن نَاصِر حَدثنَا كثيرا وَذكر ابْن السمعانى أَن أَبَا الْخطاب جَاءَتْهُ فَتْوَى فى بَيْتَيْنِ من شعر وهما

(قل للْإِمَام أَبى الْخطاب مَسْأَلَة ... جَاءَت إِلَيْك وَمَا يُرْجَى سواك لَهَا)

(مَاذَا على رجل أم الصَّلَاة فمذلاحت ... لناظره ذَات الْجمال لَهَا)

فَكتب عَلَيْهَا أَبُو الْخطاب

(قل للْإِمَام الذى وافى بِمَسْأَلَة ... سرت فُؤَادِي لما أَن أضحت لَهَا)

(إِن الَّتِى فتنته عَن عِبَادَته ... خريدة ذَات حسن فانثنى وَلها)

(إِن تَابَ ثمَّ قضى عَن عِبَادَته ... فرحمة الله تغشى من عصى وَلها)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015