وأكد عليه بسببي وقال: كل (ما هو) متعلق به فهو متعلق بي، وأمره بالاعتناء بشأني من كل الوجوه، وقال: ليس لي صديق في الشَّام إلاّ هذا الرجل وأبوه، وأمرني بالاجتماع بالقاضي المشار إليه للمعرفة به والسلام عليه، فأكرم غاية الإكرام، وبالغ في التعظيم والاحترام، ووعد بقضاء الأشغال على التمام، وصار بيننا وبينه صحبة ومودّة ومحبة، واجتمعت بمولانا الوزير، والمدبر المشير، قسيم المشار إليه، وتاليه وعاضده ومواليه، المقر الكريم العالي المولوي الأمير الكبير الزعيم المشير الذخري العضدي الممهدي الموطدي، فخر الملوك والسَّلاطين، ذخر الفقراء والمساكين، آصف الزمان وفريد الأوان، ضالة الناشىء الناشد، وبغية القاصي العاضد، وحديقة الرأي الرائد، غيث الندى الغائث، وليث الوغا اللايث، مولانا قاسم باشا الوزير الثالث:
خلّى له عن طريقِ المجدِ حاسدُهُ ... ومرّ ساحلَ صوبَ العارض الهَطِلِ
حلمٌ وعَزْمٌ ورأيٌ محصدٌ وندا ... سبحان جامع هذا الفَضْلِ في رجلِ
فأهّل غاية التأهيل، وبالغ في الإكرام والتبجيل، والتمس ما لنا من الضرورات والمهمات، ليسعى في قضائها على أكمل الحالات، والله تعالى هو المأمول
والمقصود والمسؤول. وصار بيننا وبين المشار إليه صداقة ومحبّة ومودّة ومؤانسة وصحبة، والله