فلولا البعد ما حمد التداني ... ولولا البَين ما طاب التلاقي
ولم أزل بالوطن أتلافا ما فرط، وأستبدل الراحة بالعناء والرضى بالسخط، إلى أن انصلحت الأحوال، وحسُنَت في الحال والمال إن شاء الله تعالى، ونسأل الله المحسن المجمل المنعم المفضّل أن يختم لنا بالحُسنى ويُبَوَّأنا من رضاه المحل الأشرف الأسنى، وأن يرزقنا في سائر أحوالنا من أمنه أمنا، إنه سبحانه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.
انتهت الرحلة المباركة الملقّبة بالمطالع البدريّة في المنازل الرُّوميّة (على يد منشئها فقير عفو الله تعالى وغفرانه، محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله ابن بدر مفرج بن بدر بن عثمان بن جابر العَامريّ الشهير بابن الغَزِّيّ الشَّافِعيّ، غفر الله له ولهم ولسائر المسلمين، في ليلة يسفر صباحها عن يوم الأربعاء المبارك سادس عشرين ذي الحجّة سنة أربعين وتسعمائة، أحسن الله ختامها وقدّر في خير تمامها بمنّه وكرمه، آمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم، وحسبنا الله ونعم الوكيل).