الوسيط. ولما سقطت القسطنطينية في أيدي العثمانيين (1453) ورحل علماؤها عنها بمخطوطات العلوم والآداب والفنون إلى أوربا - وأنفق مجلس شيوخ البندقية الأموال الطائلة في اقتناء مخلفات القديسين الشرقيين من القسطنطينية، وعرض عشرة آلاف دوقه ليظفر برداء المسيح - رجعت المدرسة السكولاستيكية، رجوع العلماء والأدباء وأصحاب الفنون، إلى الأصول اليونانية، وجعلوها كبري دعائم النهضة الأوربية. إلا أن أثر الفلسفة الإسلامية ظل جلياً متنوعاً متتابعاً حتى بعد تنخلها من عناصرها الدينية في المدرسة السكولاستيكية على تعدد مذاهبها: الأرسطاطلية، والأفلاطونية الحديثة، والأوغسطينية، وفيمن زاولها عن طريق الفلسفة اليهودية تأثر سبينوزا بموسي بن ميمون في الاعتماد على الرياضيات لإثبات وحدة الكون في جميع التصورات. ولدى الذين قادهم نزعتها العقلية إلى الخروج على المسيحية مع احتفاظهم بقانونها الأخلاقي من أمثال فولتير، وديدرو، ودارون، واسبنسر، ورينان.
وكان لأولئك الرهبان فضل في: عمارة أوربا ومدها بالمهندسين والرسامين والمثالين منذ القرن التاسع، واصطناع عباقرتها في تشييد أديرتهم وكنائسهم وقصور أمرائهم وتزيينها بالروائع. فرسم ليوناردو دافنشي صورة العشاء الأخير على جدار معظم دير الدومينيكيين في ميلانو (1495 - 1498) فما زالت أشهر الصور على الإطلاق في العالم. وفي الحفاظ على التراث الطي من الضياع وتمهيد السبل لزراعة النباتات الطبية، وقد كتب بدرو الإسباني أوسع مصنفات الطب انتشاراً في العصر الوسيط.
وفي تصنيف الموسوعات وأشهر أصحابها: الكسندر نكهام، وتوما كانتمبرى، وبوفيه صاحب المرأة الكبيرة، وكان هدفه نقل 450 كتاباً من اليونانية واللاتينية والعربية. وفي علم الميكانيكا؛ فقد سبق جوردان جراديوس نيوتن إلى عدد من المبادئ الأساسية فيها.
وفي الرياضيات: فصنف جوانس دي سكرو بسكو رسالة في الكرة الأرضية، وأخرى بعنوان الرياضيات للملايين، أطلق على أرقامها الأرقام العربية.
وقام جربر، وأدارد أوف باث، وميخائيل سكوت، والبر الكبير، وروجر بيكون بتجارب علمية وانتهوا إلى مبادئ أساسية حطمت ما كان لأرسطو وبلني