وجالينوس من سلطان على العقول. ولكن الناس اتهموهم بالسحر لأنهم لم يكونوا يصدقون أنهم حصلوا علمهم ذاك بالوسائل الطبيعية فعزوا مصنفاتهم في الحجر السحرى إلى جابر بن حيان الكيماوي العربي الشهير لينجوا بأنفسهم من غضب المتزمتين والعامة. كما عرفت أوربا أدق المعلومات عن الشرق الأقصى وصححت رحلة ماركو بولو عن طريق الرحالة من الرهبان.

وأول مطبعة أنشأها الراهبان: سفا ينايم، وبامرتز في دير سوبيا كو (1464) ثم نقلاها إلى رومة (1467) وبدأت الطباعة في البندقية وفي ميلانو (1469) وفي فلورنسا (1471) وفي ماينس حيث طبع الأب

روث الدومينيكى دليل الحج، وفيه الأبجدية العربية (1486) وقبل أن يختتم القرن الخامس عشر صدر عن إيطاليا 4987 كتاباً منها 300 في فلورنسا و 629 في ميلانو، و 925 في رومه، و 2835 في البندقية، ونشر التراث اليوناني بتكاليفه، وصنف كاليبينو الراهب الأوغسطيني معجماً في اللاتينية والإيطالية أخذ يزداد كلما أعيد طبعه

حتى اشتمل على إحدى عشرة لغة (1590).

6 - طلائع المستشرقين:

جربر دي أورالياك (938 - 1003) Jerbert de Oraliac

من الرهبانية البندكتية (المؤسسة عام 529) قصد الأندلس وأخذ على أساتذتها في مدارس ريبول وأشبيلية وقرطبة، حتى أصبح أوسع علماء عصره ثقافة بالعربية والرياضيات والفلك. ولما ارتحل إلى رومة سما على أقرانه وانتخب حبرة أعظم باسم سلفستر الثاني (999 - 1003) فكان أول بابا فرنسى، وقد أمر بإنشاء مدرستين عربيتين: الأولى في رومة مقر خلافته، والثانية في رايمس وطنه، ثم أضيف إليها مدرسة شارتر. وقيل إنه أول من صنع ساعة رقاصة ووصف حروف الغبار وصفاً علمياً، وبث الأعداد العربية في أوربا - التي كان ينقصها رقم الصفر - وترجم بعض الكتب الرياضية والفلكية كالزيج المنصوري (1000) وله دراسة عن كتاب أقليدس بالعربية (محفوظات كنيسة وستر بانجلترا) وقد نشر نيك بوينوف مصنفاته الرياضية (برلين 1899).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015