خصومه، في التوفيق بين الفلسفة والدين. ورد عليه زميله رايموندو مارتيني الدومينيكي في كتابه خنجر الإيمان، مستنداً إلى حجج الغزالي وغيره ممن تصدوا لمجادلة المشائيين. ودحض جيل الروماني آراء ابن رشد باعتماده على صوفية ابن عربي - ولم يعبأ بهم أرمنجو، وهو طبيب فرنسي واسع الاطلاع على الثقافة العربية، فترجم منها كتاب القانون لابن سينا، وفلسفة ابن رشد (1284) - وانتقده رايموندولوليو الفرنسيسكاني في مجموعة ردود على ابن رشد (باريس 1309 - 1311) ثم طلب البابا يوحنا الثاني والعشرون (1325) مراقبة الأساتذة فيما يدخلونه عن اللغات السامية في كراسي الجامعات، على أثر انتشار الثقافة السريانية واليهودية والعربية، واستمرت الرقابة بين شدة ولين حتى أقر الملك لويس الحادي عشر تدريس أرسطو بشرح ابن رشد (1973 وقد) ظلت جامعة باريس طوال ثلاثة قرون، زعيمة التفكير الحر في أوربا، ولها من النفوذ في الدين والدولة مالا عهد لمعهد علمي به منذ أرسطو، وملتقى نخبة المفكرين الممتازين أمثال: بيار ابيلار، ووليم الكوشي، وميخائيل سكوت، ويوحنا السالم بوري، وتوما الأكويني، وبونا فنتورا، وألبر الكبير، ودونس سكوتوس وسيجر دي برابان، وروجر بيكون، ورايموندو لوليو. فهؤلاء هم تاريخ الفلسفة السكولاستيكية (1110 - 1400) التي تميزت في مصطلحاتها وأغراضها وصياغتها بدقة وحجة ووضوح لم يعرفها الأقدمون أنفسهم، وعلى ضوها درسوا القانون الروماني ووضعوا الشريعة الكنسية فكانت من خير ما تمخض عنه العقل البشري في العصر