مطابعنا: "نقابل صنيع من اشتغلوا منا بنشر المخطوطات، منذ أواخر القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين، بصنيع المستشرقين فتروعنا المقابلة: فأمانتهم في نقل النص يقابلها عندنا عبث بالنصوص يتناولها بالحذف والإضافة والتغيير ... ودقتهم في مقابلة النسخ الخطية للنص والتماس الأصالة فيها والتثبت من صحة نسبها يقابلها عندنا إغفال لذكر النسخة المنقول عنها أو إخراج طبعات ملفقة مرقعة تنسب إلى المؤلف القديم دون أن يتصل به نسبها ... وبدا واضحاً أن أكثر القوم هنا لم يقصدوا إلى شيء من النشر العلمي ولاعناهم أن يثقلوا على أنفسهم ببعض أعبائه وتبعاته ولا أن يضبطوا أقلامهم بشيء من نظمه ومناهجه، إنما اتخذوا النشر وسيلة ارتزاق فحسب" (?).
من أجل هذا كلف المجمع اللغوي في مصر نللينو تحقيق أعلام البلدان في الإسلام. وضمّت جامعة القاهرة ليفي- بروفنسال إلى لجنة تحقيق كتاب الذخيرة لابن بسام. ونشرت مجلة المجمع العلمي العربي في دمشق، ودائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد الدكن، ودور النشر العربية الكثير من نفائس مخطوطاتنا بتحقيق المستشرقين. ورجع إلى طبعات المستشرقين علماؤنا: فنشرت وسائل إخوان الصفا بمقدمة للدكتور طه حسين، وخلاصة تاريخية لأحمد زكي باشا اعتماداً على طبعات المستشرقين، وكتب الناشرون على بعض ما ينشرونه: قورنت هذه النسخة بالنسخة المطبوعة في ليدن، حتى أولئك الذين لا يذكرون الاستشراق إلا بالنقمة عليه والتنكر الأجابه والحط من قدر علمهم كان لا بد لهم من الرجوع إلى تحقيقاتهم.
وترجم المستشرقون آلافا مؤلفة من صنفاتنا إلى شي لغاتهم، منها 2466 إلى الفرنسية وحدها (?) لإرساء النهضة الأوربية عليها (?)، ثم لايقاف العالم على حضارة العرب (?)، ثم لإحلال الفكر العربي محله من التاريخ. ترجموها ترجمات دقيقة أمينة بليغة فيما عدا بعض مصطلحات استعصت عليهم، استعصاءها على مترجمي