العصور الوسطى وقد أصلحت فيما بعد، وخلا ترجمات القرآن الكريم التي لا سبيل إلى بلوغ حد الكمال والدقة فيها بالرغم من تقليبها على سائر اللغات، ونهوض العلماء بها بين مستشرقين ومسلمين شرقيين، وقد نيفت على المائة من ترجمة روبرت أوف تشستر، وهرمان البطاطي (1143) وهنكلمن (1694) وجورج سيل (1734) وكازيميرسكي (1840) إلى ترجمة ميتفوخ إلى الأمهرية (1906) وسترستين إلى الأسبانية (1911) وإلى السويدية (1917) وبدرسين إلى الدانمركية (1917) وكاتون ديل إلى السواحلية (1923) وخينيس إلى الأسبانية (1953) ولا تتميز ترجمة لا يمش وابن داود المسلمين، في وهران، بشيء عما تقدم. وخير مها: ترجمة مونته (1929) وبكتول (1930 - 62) وبوتللي (1940) وتفضلها جميعا ترجمة بلاشر، في ثلاثة أجزاء (باريس 1947 - 52).
لقد نشر المستشرقون الكثير من مخطوطاتنا، متن وترجمة بلغاتهم ولكن الطريف عند بعضهم ترجمته شعرا، أو قرض الشعر العربي: فأدموند كاستل -مترجم القرآن- نظم ديوان شعر بالعربية والعبرية والكلدانية والسريانية والساهرية والحبشية والفارسية واليونانية واللاتينية، وأهداه إلى تشارلز الثاني ملك إنجلترا. وبالشعر أيضا: ترجمة بلنت المعلقات السبع، وروكيرت معلقة لبيد، والسير أدوين أرنولد غلستان، وفيتر جيرالد 75 قصيدة من رباعيات الخيام، وبالمر ديوان البهاء زهير، ومعارضة اربري مسرحية مجنون ليلي لشوقي، مشهورة. ونظم هامر -بورجشتال ديوان المتنبي شعراً ألمانياً. ونقل فتشتين قصائد من الفارسية والعربية شعراً بالألمانية. والبارون فون كريمر فرائد من شعر أبي نواس بالشعر الألماني. ومن ترجمات الشعر العربي: ترجمة دي ماتيو التائية الكبرى لابن الفارض، من 746 بيتاً. وهوداس ومارتل تحفة الأحكام لابن عاصم الأندلسي، وهي في 1698 بيتاً. هؤلاء نفر ضربنا بهم مثلاً من دون سائر المستشرقين. ولو أنا أردنا ترجمة تراثنا إلى لغاتهم فقد لا نوفق فيها توفيقهم. وإلا لما كلف المستشرقون الإيطاليون: فرانشيسكوجابرييلى، ورتزتانو، وروبيناتشي- الأول لقاء 150 ألف ليرة، ولكل من الثاني، والثالث مائة ألف- ترجمة أشعار: أحمد شوقي، وحافظ ابراهيم، وخليل مطران، وإسماعيل صبري، ومحمود سامي البارودي، وإبراهيم ناجي، وعلى محمود طه، وعزيز أباظه، وهاشم الرفاعي، ومحمود غنيم.