المستشرقين أقل شأناً في الكشف عن مدنيات أجدادنا، وبلورتها بدرس تاريخ الدول التي اتصلت بهم اتصال جوار وتجارة، وثقافة وفتح؛ فاتسعت آفاقها. ومن أولئك المستشرقين: ليبليش؛ فوصف مناسك الحج أصدق وصف (1807) وبوركهارت؛ فسجل عن مكة والمدينة والطائف أوفي المعلومات (1814) وستوك- هرجرونجه، واضع جغرافية مكة في القرن التاسع عشر (1889) وجويدي؛ محقق معالم الجزيرة العربية قبل الإسلام، وموزيل، وبرترام توماس، وفيلبي، الذين اخترقوا براريها، ومنها الربع الخالي، وكشفوا عن أسرارها، وبينها قصر عمره، فانتحل بعضها بعض الذين كتبوا فيها ولم تكن معلوماتهم عنها تزيد عما عرفه جغرافيو القرن العاشر. وكشف رايس، عن الحيرة وحضارتها، وماسينيون عن قصر السدير في الأخيضر، وهرسفيلد عن آثار السامانيين وسر من رأى. وتولت جامعة أكسفورد التنقيب في ما بين النهرين، ونشرت بعثة جامعة برنستون إلى سوريا (1899 - 1900) نتائج تنقيباتها في حوران، في أربعة أجزاء. وبعثة جامعة بيل، في ثمانية أجزاء. وحقق ديسو تاريخ العرب في بلاد الشام قبل الإسلام، وصنف كتابا في نقود الأنباط - وكان بوركهارت قد كشف عن البتراء (1811) - وقام كا مرير بأول محاولة لجلاء تاريخ الأنباط. وجلا كانتينو صلات الأنباط بالعرب. وكشف نيبهر عن نقوش المين (1872 - 78) فقصدها بعده. زتسن، وارنو، وهاليفي، وجلازر وغيره فحلوا الكتابة السبئية الحميرية بالخط المسند ورتبوا أبجديتها فهدهم إلى حياة جنوب الجزيرة التاريخية والدينية والسياسية والثقافية. وتولى فييت الإشراف على دار الآثار العربية في القاهرة (1924) وفيها 1930 قطعة فبلغ بها في مدى 22 عاماً 15022 قطعة، ونشر لها تقويماً، في 35 جزءاً، كتب منها 14 جزءاً.
ومن المكتبات والمتاحف صنف المستشرقون مصنفات علمية وفيرة، منها في قراءة الخطوط: مجموعة الخطوط العربية من القرن الأول الهجري إلى عام ألف الموريتس. وفي علم الكتابات العربية: مجموعة فان بيرشم، بمعاونة غيره، وهي منجمة مترجمة مفسرة مزدانة بالألواح، لكل مدينة من مدن الإسلام جزء. والكتابات السامية من منشورات مجمع الكتابات والآداب، في خمسة أقسام. والكتابات السامية في تنقيبات جامعة برنستون، وقد جمعت الكتابات العربية من