المسلمين على النصاري، وضياع سلطان النورمان في شمالى أفريقيا أما في الناحية الثقافية فقد ترجم يوجين البارمي كتاب العين إلى اللاتينية، وعاون على ترجمة المجسطي من النص اليوناني إلى اللاتينية (1160) وكليلة ودمنة من العربية إلى اليونانية (1169).

وفي عهد غليوم الثاني الملقب بالصالح (1166 - 1189) اشهر الإنجليزي توماس براون رضي الله عنهrown الذي ذكرته الوثائق العربية باسم القاضي برون (1170) ثم رجع إلى وظيفته في وزارة الخزانة البريطانية. وارتحل ابن جبير إلى صقليه (1187) فوصف غليوم بقوله: «وشأن ملكهم هذا عجيب في حسن السيرة، واستعمال المسلمين، وهو كثير الثقة بهم، وساكن إليهم في أحواله، والمهم من أشغاله، حتى إن الناظر في مطبخه رجل من المسلمين، وعليهم قائد منهم، ووزراؤه وحجابه الفتيان ... وهو يتشبه في الانغماس في نعيم الملك، وترتيب قوانينه، ووضع أساليبه، وتقسيم مراتب رجاله، وتفخيم أبهة الملك، وإظهار زينته بالملوك المسلمين ومن عجيب شأنه المتحدث به أنه يقرأ ويكتب بالعربية، وشعاره على ما أعلمنا به أحد المختصين به: الحمد لله، حق حمده (?).

ولم يخلف غليوم الثاني فاختير للعرش تانكرد وهو ابن غير شرعي لأحد أبناء روجه الثاني (1189) حتى إذا تزوج هنرى السادس إمبراطور ألمانيا من ابنة عمه غليوم الثاني طالب بعرش صقلية وتوج في بالرمو (1194) وخلفه بعد وفاته (1197) لابنه فردريك الثاني. فتوجه البابا أينوسيت الثالث، وكان وصياً عليه، ملكاً على صقلية (1198) وزوجه من كونستانس الأرغونية (1209) وأمده بالمال لاسترجاع ألمانيا فتوج إمبراطوراً في أخن (1215) وبعد وفاة زوجته (1222) تزوج إيزابلا وارثة عرش القدس (1225) وأضاف إلى ألقابه لقب ملك القدس ثم حرمه البابا غريغوريوس (1227) لتسويفه في الحملة الصليبية فقام بها وما زال محروماً (1228) ووقع مع الكامل أغرب معاهدة المدى عشر سنوات (1229) (?).

ومال إلى المسلمين بعد رجوعه فأحسن وفادتهم في مجمع الأمراء الألمان بفريولي (1232) وشاركهم الاحتفاء بأحد أعيادهم على مرأى من الأساقفة الذين يعرفون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015