إحدى صفحتها: لا إله إلا الله محمد رسول الله. ومن أقدم الوثائق الأوربية المكتوبة على الورق أمر إداري أصدرته باللغتين اليونانية والعربية زوجة روجه الأول (1109).

وخلف روجه الثاني أباه (1101) ثم تلقب بملك الصقليتين (1130 - 1154) وسار على خطاه، فارتدي ملابس شيوخ المسلمين وكتب على حلة التتويج عبارة بالخط الكوفي والتاريخ الهجري (528 هـ أي 1134 م) وصك نقوداً تحمل تاريحاً ونقشاً عربيين (1138) وشيد المباني على الطراز العربي، وزين سقف كاتدرائية بالرمو بالنقوش الكوفية، واستقدم النساجين اليونان واليهود من كورنثه وطيبة إلى بالرمو، وأسكنهم أحد قصورها (1997) وعاون على تأسيس مدرسة الطب في سالرنو - وقيل إن مؤسسها أربعة: لاتيني ويوناني ومسلم ويهودي (1150) - وقصر مهنة الطب على الذين ترخص لهم الدولة مزاولته وترك للعرب واليهود حريتهم الدينية واستقلالهم الثقافي؛ فأطلق عليه خصومه الملك الوثني. في حين عاب شاعر على الشعراء أن يحطوا من قدر أنفسهم بمدح الكفار. وعقد لواء أسطوله لجورجي الأنطاكي فمكنه من بعض مدن شمالي أفريقيا، وحمل على جنوب إيطاليا بجيوش ومهندسي حصار عربا. ونزل الشريف الإدريسي (المتوفى 1180) على الملك، فألفي العرب قد خلفوا في صقليه مصانع وقصوراً ومنازل ومساجد وفنادق وحمامات وحوانيت، وأعجب بر وجه فذكره بالملك المعظم رجار المعتز بالله .. ووصف عدله وهمته وتوسعه في العلوم الرياضية وغيرها ... وإنجازه وهو نائم ما لم ينجزه غيره من الرجال وهم أيقاظ، فاتهم الفقهاء الأدريسي في دينه وأهمل مؤرخوهر ذكره. وكلفه الملك تصنيف كتاب في صفة الأرض فبعث الإدريسي نفراً من العلماء يصاحبهم الرسامون في شتى الأنحاء وجعل يسجل ما يتلقاه منهم حتى فرغ منه وأساه كتاب روجاري (1154) ثم أضاف إليه أجزاء وأطلق عليه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق (وقد طبعت خلاصته مع إحدى وسبعين خريطه في رومه سنة 1592، وترجم قسما منه إلى اللاتينية جبرائيل الصهيوني ويوحنا الحصروني وطبع في باريس عام 1619 ثم تعددت ترجماته وطبعاته).

ولم يتميز عهد غليوم الأول، الملقب بالشرير (1154 - 1166) إلا بثورة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015