أنه لم يبن في حياته كلها إلا كنيسة واحدة. وخرج ابنه هنرى عليه فزجه في السجن (1234) وفيه انتحر (1242) واحتل دير مونتي كاسينو وطرد رهبانه فكرر البابا حرمانه (1239) ولا حارب البابوية قضت عليه وكسته مسوح الرهبان حتى وفاته (1250) وقد أوصى لابنه كنراد بعرش الإمبراطورية وعين مانفرد ابنه غير الشرعي نائباً عن الإمبراطور في إيطاليا.
كان فردريك الثاني يتحدث بتسع لغات ويكتب بسبع وينظم باللاتينية شعراً أثنى عليه دانتي فولد الشعر الإيطالي في بلاطه في أبوليا متأثراً بالغزل العربي وناحيا نحو شعراء الفروسية والتشبيب في بروفانس. ولطالما طوف الإمبراطور بحاشيته في إيطاليا فنشرت الشعر بين أرجائها. وقرأ الإمبراطور بنفسه أمهات التراث الإنساني. وأنشأ مكتبة للترجمة أقام عليه ميخائيل سكوت (1220 - 1236) فبلغت منقولاته من المراجع اليونانية والعربية إلى اللاتينية ثلاثمائة مجلد في: الفلسفة، والطبيعيات، والرياضيات، والكيميا، والطب والحجامة. وأدى عجز المترجمين في مكتبي طليطلة وصقلية عن إيجاد مفردات لاتينية للمعاني العربية إلى دخول مفردات عربية وفيرة في اللاتينية، وجعل بعض الترجمات أقل أمانة وإبانة وأحفل أخطاء وخلطاً حتى توفر عليها المستشرقون فيما بعد وأصلحوها، منها: تعبير الأحلام لابن سيرين ترجمه ليون توزيوس من بيزا ونشره دراكسل (ليبزيج 1925) وترجمة تيودور الأنطاكي رسالة في حفظ الصحة وهي تلخيص سر الأسرار المنسوب خطأ إلى أرسطو، ورسالة عربية في تربية البزاة، فكانت مع رسالة أخرى فارسية نواة كتاب صنفه فردريك نفسه لابنه مانفرد بعنوان: القنص بالطير، في 589 صفحة مزدانة بمئات من الرسوم في ستة أجزاء (نشر الجزءين الأولين شنايدر في ليبزيج، 1798 وترجمة إلى الألمانية شوبفر، برلين 1896) وبعد أن أحل رجال القانون محل رجال الدين أصدر في مالي الكتاب الأعظم (1231) وهو أول مجموعة منظمة للقوانين بعد جوستينيان (?). إلا أن أعظم مآثره هو إنشاؤه جامعة نابولي (1224) بمرسوم ملكي، ووقفه الأموال الطائلة على أساتذتها وطلابها، وجعله منقولات مكتب الترجمة كمصنفات أرسطو، وابن رشد كتباً مدرسية لها. واستدعاؤه