وأصناف الماعون ومرافق الحياة وبعض المصطلحات العلمية والأدبية والفنية، في اللغتين الإسبانية والبرتغالية عربية صرف (?)، وما زال فيها منها أربعة آلاف كلمة متداولة، وانتقل إلى اللغات الأوربية من مصطلحاتها في الطب: كجلاب، ورب، وشراب، وكحل، وإنبيق. وفي علم الجبر: الجذر الأصم، والصفر، والتقويم. وفي علم الفلك: العقرب، والجدي، والفرقد، والسمون، والنظير والسمت.
وعبرت الثقافة العربية - بفضل الرهبان ولاسيما الملتحقين بدير كلوني، واللاجئين إلى فرنسا - جبال البرانس والألب إلى فرنسا وإيطاليا وإنجلترا وألمانيا وغيرها، ثم استقرت في أشهر مراكزها، ففي فرنسا: وضعت تقاويم فلكية مبنية على أزياج طليطلة بمرسيليا (1140) وأنجز هرمان الدماطى ترجمة إصلاح المجسطي في تولوز (1143) وترجم إبراهيم بن عزرا المعروف بابن ماجد (1090 - 1167) أحد شارحي التوراة، ومدرس السامية في لندن (1158) رسالتين في التنجيم لما شاء الله، وشرح البيروني على زيج الخوارزمي، في أربونه (1160) وصنف كتابين في الحساب. وهاجرا بن طبون (المتوفى 1190) من الأندلس إلى جنوب فرنسا وترجم مصنفات: سعديه جاؤن، وابن جبيرول، ويحيى بن لاوي. وترجم موسي بن طبون 30 كتاباً من العربية إلى العبرية في مرسيليا (1240 - 1283) أشهرها: كتاب الأصول لإقليدس، والقانون الصغير لابن سينا، والترياق للرازي، وثلاثة من مؤلفات ابن ميمون بينها الشرح (1257) وشروح ابن رشد الصغرى على أرسطو، وزاد المسافرين للجزار، والعمل بالكرة ذات الكرسي لقسطا بن لوقا. وترجم الطبيب شم طب في مرسيليا كتاب المنصوري للرازي (1264). وتزعم يعقوب بن طبون حركة الكفاح من أجل ابن ميمون في مونبلييه، وترجم عدداً من رسائل الفلك العربية إلى العبرية. ودرست كتب الطب العربي في مونبلييه قروناً عديدة، ومنها كتاب الحكم الذي شرحه أطباؤها: برتوليو البروجي، وبيرانجه التومباوي، وجيرال السولي. واشتهر مارتن دي سن جيل في أفينيون (1362).