بترجمته إلى الفرنسية أصول العلوم من اليونانية والسريانية والعربية والعبرية.
فهل كانت إسبانيا المورد الوحيد الذي نهلت منه أوربا الثقافة العربية وأرست نهضتها عليها.
منذ استقل العرب بما يطلق عليه اليوم جنوب البرتغال نشروا فيه ثقافتهم ونبغ منهم في الشعر: ابن عمار، وابن عبدون، وابن ساره، وغيرهم. وفي اللغة: الأعلم الشنتمري، وابن السيد، وابن السراج. وفي التاريخ: ابن صاحب الصلاة مؤرخ الموحدين، وابن بسام صاحب الذخيرة. وفي الفلسفة: ابن السيد مصنف كتاب الحدائق، وابن قسي مؤلف كتاب خلع النعلين - وما زال مخطوطاً- وأبو عمران المرتولى، والعرياني أستاذا ابن عربي أشهر متصوف في الإسلام.
وأبدع العرب في فن العمارة فاشتهر جامع لشبونة بقبابه، وجامع مرتولا بمحرابه - وما زال قائماً - وتغنى بقصر الشراجيب في شلب المعتمد، وابنه المعتد بالله، ووزيره ابن عمار، وابن اللبانه، ومما خاطب به المعتد بالله ابن عمار عنه:
وسلم على قصر الشراجيب عن في له أبدأ شوق إلى ذلك القصر
وأقام عمر بن الأفطس في قصره بابره قبل أن يتوج على بطليوس. وفي متحف لشبونة زخارف من قصور العرب وجوامعهم الدارسة، وأحجار أثرية، وشواهد قبور، ورقم، وقطع خزف، ومجموعة نقود. كما يضم متحف الركائب الملكية طائفة من العربات الملكية المذهبة على توالى العصور.
أما أثر العرب في البرتغال فوفير متنوع متسلسل:
ففي اللغة: جمع الأب جان دي صوصه الفرنسيسكاني الألفاظ البرتغالية المشتقة من العربية في معجم من 160 صفحة، وعدد دافيد لوبس أسماء الأماكن العربية في كتاب من 441 صفحة. وأوضح ما تكون العربية بياناً في المفردات التي تبدأ بأل التعريف، والمصطلحات الدالة على المرافق العامة والمناصب والمهن والحرف: كالمنارة، والمد، والتعريفة، والوزير، والمتصرف، والريس،