فرنسا تأثر به الكونت دي بواتييه (1101) - الذي اشترك في الحملة الصليبية الأولى وتغني بنصرها، وكان ملحداً فطرده الأسقف من الكنيسة، ثم التي به فقال له: اغفر لي وإلا قتلتك. ولما مد الأسقف له عنقه لوى عنه مجيباً: لست أحبك بالقدر الذي يكفي لأن أبعثك إلى السماء- ثم عدل فن الموشحة (1071 - 1127) وظهر أثر بواتييه وعليه الطابع العربي، في الشعراء أمثال: الراهب دي مونتودون، ورينو، وما جربه، وماركيري. وتجاوز بواسناد الزجل فقال: لم تكن ملحمة رولان، وهي أغان شائعة منذ القرن التاسع جمعت (1130) واعتبرت أسمي تراث في الأدب الأوربي يوم ذاك، إلا صدى لاشتراك الفرنسيين في الحروب بين المسلمين والنصارى في أراغون (?). ثم أثر الشعر القصصي الفرنسي في الشعر الإسباني فنظمت ملحمة السيد (1160) وفي الشعر الإنجليزي عندما انتقلت ماري الفرنسية إلى إنجلترا في عهد هنري الثاني فنظمت عدداً من القصص شعراً: كقصة طروادة، في ثلاثين ألف بيت (1184) وقصة الإسكندر، في عشرين ألفاً (1200) وقصة بروت، في اثنين وثلاثين ألف بيت (1205) وتبعها شعراء عديدون. وظهرت الموشحة في ألمانيا في شعر دردامن وأتباعه. وفي إنجلترا في شعر دي مريل ونظرائه. وفي البرتغال في شعر ديونيس وأشباهه. وفي إيطاليا طبعت الموشحة بطابعها موضوعات الشقاء والخصام وأغاني المرافع ولا سيما في مدائح دي تودي، ومرقصات دي مديتشي.
ولمع من العرب موسيقيون في قصور ملوك قشتاله وأراغون حتى إذا ترجم أدلرد أوف باث رسالة الخوارزمي في الرياضيات، وفيها قسم عن الموسيقى عدت أقدم الرسائل التي أدخلت الموسيقى العربية أوربا. ثم شاعت في الجنوب الغربي منها، منذ القرن الثالث عشر، موسيقى شعبية منبثقة من مصادر عربية انبثاق شعر الغزل الغنائي والتاريخي والملحمي، وقد وضع الفونسو الحكيم ألحان تسابيحه على أساس الموسيقي العربية. وأصبحت آلات الطرب عربية بكامل أسمائها، مثل: القيثارة، والمزمار، والعود، والأرغن، والبوق، والنفير، والطبل. وجل أسماء الأمكنة والبقاع والصناعة