ورد جارنوي معظم الأقاصيص التي بنت عليها فرنسا فنها إلى أصل شرقي (?). وهناك مجموعة من الحكم والأمثال صنف فيها الإسبان على غرار العرب: فالأقوال الذهبية مقتبس من كتاب الأمثال لابن فاتك المصرى. وكلمات الفلاسفة وحكمهم، وهو أول كتاب نشر في إنجلترا، شبيه بمختار الحكم لابن فاتك المذكور. والأمثال الطبية مستقي من حكم الفلاسفة لحنين بن إسحق (وقد ضاع أصله العربي وسلمت ترجمته العبرية فنقلها إلى الألمانية لوفنتال، فرانكفورت 1896) ونصائح الملك سانشو ووثائقه مستخرج عن واسطة السلوك في سياسة الملوك لأبي حمو موسي بن يوسف ملك تلمسان. وكليلة ودمنة كانت من مصادر لافونتين كما اعترف هو نفسه.
وفن الموشحة بما فيه من تعدد القوافي والوزن وتضمين الغزل والوصف والتشبيب؛ ترك في إسبانيا وأوربا أثرا بالغاً. فنظم خوان رويث نائب أسقف هيثا ديوان الحب الطاهر، متأثراً بالمقامات وفلسلسفة ابن حزم والأفلاطونية الحديثة، فجاء أنفس ديوان في الأدب الأسباني يومئذ. وقد أثبت ريبيرا أي طراجو، في بحثه شعر ابن قزمان، أن الشعر الغنائي الذي عرف في فرنسا باسم الشعراء الموالين «التروبادور» وانتقل منها إلى ألمانيا وأطلق عليه منيسانجر (1130 - 1150) نمت جذوره في تربة إسبانية من الزجل العربي بالأندلس (?) واعترف لانسون بأن الغزوة العربية جاءت الغرب بكثير من علوم الحساب والطب والفلسفة ... وبشعر كثير الصور غذي الشعراء الموالين، وبقصص ترك أثره في الأمثال والروايات (?). ففي