نرى من خلال هذه الآيات وغيرها نعمة الله ظاهرة على بني إسرائيل، حين أنجاهم الله من عدوهم (فرعون) وأهلكه غرقا في البحر وهم ينظرون بأبصار رؤوسهم، فلم يشكروا لله هذه النعمة والنصر على عدوهم ومذلهم، ونسوها في لحظات قليلة من نجاتهم، وسولت لهم نفوسهم الخبيثة الشرك بالله كالمشركين، وفي هذا عبرة بالغة لنا - ولغيرنا - نحن الجزائريين الذين أعاننا الله - وحده - على تحرير أنفسنا ووطننا من المستعمر الغاصب، ولكن في لحظات قليلة نسينا نعمة الله وفضله علينا، فجحدنا نعمته وإحسانه، وأنكرنا فضله علينا، فألغينا شريعة الله، وعوضناها بقوانين الملحدين الكافرين.
توجد في بعض بلاد المسلمين مخالفات كثيرة لأحكام الشريعة الإسلامية، وإذا أنكر المنكرون ذلك لم يرق إنكارهم في أعين حكامهم، وإلا فبأي نص وبأي دليل شرعي يباح في أغلب الأقطار الإسلامية - شرب الخمر - وصنعها، وبيعها، والاتجار فيها،؟؟؟ بعد الوعيد والتهديد الوارد في ذلك، فهل لم يبلغ إلى علم حكامهم النهي عن ذلك؟؟ وإذا بلغهم فلماذا لا يمتثلون لنهي الله؟
ولعل البعض منهم يقول - أو قد قال - أن المهم في حياتنا هذه وفي حياة الدولة إنما هو المادة - المال - فقط لأن ذلك يدل على قوة الدولة، وهذا هو المشاهد الملموس، فنقول لهم إذن هذا أساس المذهب الشيوعي الاشتراكي، وهو المادة فقط، أما الروح والدين فالكلام عليهما تضييع للوقت، والبيان الشيوعي يقول: (لا إله والحياة مادة) أما نحن المسلمين فإننا لازلنا - ولن نزال - نؤمن بما في شرعنا من تشريع إلهي حكيم، أحل الله لنا فيه الطيبات من الرزق وغيره، ومنع عنا فيه الخبائث كذلك، وقد نقل عن مسؤول في الحكومة - وقد وجه إليه التماس بمنع الخمر المحرمة شرعا في الإسلام - قوله: (المسجد مفتوح، والمخمرة مفتوحة، فمن أراد أن يذهب إلى المسجد فليذهب، ومن أراد أن يذهب إلى المخمرة فليذهب ...) هذا قول من لا يشعر بالمسؤولية الملقاة عليه، وإلا فما هي مهمة الحكومة إذا لم تحافظ على سلامة الأمة من كل ما يضر بها؟.
إن إدخال المذاهب والمبادئ الإلحادية الإباحية الهدامة إلى الأوطان الإسلامية قد سهل كثيرا على المسلمين تعاطي شرب الخمور، وذلك بتزهيدهم في الدين