ويسلون السيف على أهل الدين، ويسعون في الأرض مفسدين، ... ثم قال: فالله الله أيها المسلمون، تحفظوا بدينكم).
فهذه الكلمة - أو النصيحة الغالية - كأنها قيلت في عصرنا هذا، ونحن نعلم أن الإمام ابن حزم الظاهري توفي سنة "456" هـ رحمه الله ورضي عنه.
ففرق الضلالة يشبه بعضها بعضا، سواء ما كان منها في القرون الخالية، أو ما كان منها في العصور الأخيرة، فكلها متفقة في وجهة واحدة، وهي محاربة الشرائع السماوية، لتبقى للناس شريعة إبليس، وهذا هو المقصود منها في القديم والحديث، فالقائمون بها أعوان لإبليس ودعاة له ولتضليله، وكل العقلاء يعرفون من هو إبليس وما هي أهدافه ومقاصده. فقد وجد في الاشتراكية العصرية أكبر عون له على محاربة الشرائع الإلهية، لتبقى شريعته فقط.
ذكرت في الباب الثامن: (الاشتراكية والدين) في الفصل الثاني منه: (محاربة الشيوعية الاشتراكية للإسلام) ما كتبه المدعو (أ. جاكو فينسكي) في صحيفة "برافدا فوستوكا" الشيوعية، فيما يخص صيام شهر رمضان، محاولا بذلك التنقيص من قيمة الإسلام الذي فرض على المسلمين صوم شهر رمضان، وهو كلام جاهل غير عارف لمغزى الدين وحكمة التشريع، وما قاله هذا الشيوعي قال مثله بعض المسؤولين في الشعوب الإسلامية، وقد وقفت - أخيرا - على كلمة كتبها عالم صوفياتي يمدح فيها الصوم، ويظهر ما فيه من أنواع العلاج للمرضى، فأحببت نقلها في خاتمة الكتاب: لنقارن بها بين ما يقوله جهلة الروس الشيوعيون وما يقوله علماؤهم وحكماؤهم في خصوص الصوم.
نشرت جريدة "الشعب" اليومية الجزائرية في العدد (3149) بتاريخ 14
ذي الحجة 1393 هـ الموافق لـ 8 جانفي - يناير - 1974 م في الصفحة الثامنة
ما يلي تحت عنوان:
(العلاج بالصوم)
(أعلن العالم السوفياتي "بيرتر انوخين" أن الصوم عن الطعام لفترة طويلة، وتحت إشراف الأطباء يكون علاجا لبعض الأمراض المزمنة، مثل القرحة