المعدية، والربو، ومرض السكر، وقال العالم السوفياتي الخبير في - فيزيولوجيا الأعصاب -: إن الجسم البشري يتحمل الصوم المتواصل عن الطعام لمدة - 40 - يوما، على أن يستهلك الصائم خلال هذه الفترة كمية غير محدودة من السوائل، وقال "انوخين" في حديثه لوكالة "تاس": إن الصوم يعد أحد أنواع العلاج القائم على تنشيط الجهاز العصبي، وذلك من وجهة نظر علم - فيزيولوجيا - الإنسان، وأضاف: إن التجارب العلمية التي أجريت على الحيوانات أثبتت أن الجوع يحدث تغييرات كبيرة في قشرة الدماغ، ابتداء من اليوم الثالث للصوم عن الطعام وأن هذه التغييرات تثير النشاط الدفاعي للجسم مما يؤثر بدوره على التركيب المرضي للشخص الذي لا يستجيب للعلاج العادي بالأدوية).
هذا كلام عالم طبيب من أطباء الأجساد في الصوم ومنافعه الجسدية - ولم يهتد فيه إلى المنافع الروحية - فماذا أبقى للجهلة الذين ينظرون إلى الإنسان وكأنه حمار أو بغل يأكل ليقوى على حمل الأثقال، كما مرت الإشارة إلى ذلك في الموضوع المذكور سابقا .. ؟
نقلت هذه الكلمة لنرى من خلالها هذا التناقض العجيب بين العلماء والجهلة من الروس السوفيات الذين يحاربون بجهلهم المطبق الشرائع الدينية التي فرضت الصوم على المؤمنين بها.
إن السعادة الروحية التي يشعر بها المؤمنون الصائمون، والأثر الكبير الذي يتركه الصيام في نفوس المسلمين لا يتذوقهما الملاحدة وأعداء الدين، في الصيام لذة تفوق لذة أطيب الأطعمة وأشهى الأشربة، لهذا فهم محرومون منها، وهو حرمان ما بعده حرمان، ولا تظاهيه لذة الطعام الذي لا يصبر عنه أمثال الحيوانات العجماوات ... فما أشبههم بالحيوانات التي لم يركب فيها خالقها العقول المدركة لمنافعها الروحية والبدنية، فهؤلاء قد ركب الخالق فيهم عقولا، ولكنهم أهملوها في جانب الدين والروح، فصاروا أشباه الأنعام التي همها الوحيد هو الأكل والشرب والملذات البدنية، وفي أمثالهم قال الله تعالى في القرآن: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ} (?). لهذا تصدوا لمحاربة الأديان - من جهل