- بدفع إبليس وأعوانه - على مركز الرجل وأخرجته منه، وتركته عاطلا بلا عمل، فزادت في مشاكل البطالة مشاكل أخرى، فكثرت السرقات والجرائم، وأبعدت الرجل والشاب عن محل عملهما، ذلك العمل الذي استحقاه بفضل تكوينهما العقلي والجسدي، ودفعت بهما إلى ما وراء البحار، باحثين عن عمل يقوم بهما وبحياتهما، وتربعت السيدة المحترمة، أو الأنسة المهذبة على كرسيهما في الإدارة المغصوبة، فتعطلت بهذا الأعمال وتراكمت القضايا، والزمن يمر مسرعا، والإنجاز قليل.
فالمرأة المسلمة كانت - مقصورة - في بيتها قصر صيانة، وحفظ، وتكريم، لا قصر إهانة وسجن واحتقار، كما يقال في ذلك، وفي هذا كرامتها وصونها وحفظها من كل قبيح ومكروه، وقد أجاد كثير عزة في قوله:
وأنت التي حببت كل قصيرة (?) … إلي وما تدري بذاك القصائر
عنيت (قصيرات الحجال (?) ولم أرد … قصار الخطا شر النساء البحاتر (?)
فكثير يقول - مادحا عزة - ان "عزة" القصيرة - بمعنى المقصورة - في بيتها هي التي حببت إلي كل امرأة تلازم حجلتها - بيتها - صونا لعرضها وشرفها، وإن كن لا يشعرن بأنهن محبوبات عندي بهذا الوصف يقول هذا هو ما أردته، ولم أرد من النساء قصيرات الخطا اللائي هن شر وأقبح النساء وهن البحاتر، فالقصيرة هي: المقصورة والملازمة لبيتها، لا تطوف في الطرقات وعلى المنازل، والنساء عند العرب يمدحن - فيما مضى من الزمن - بملازمتهن البيوت لدلالة ذلك على صيانتهن عن كل شيء مرذول لا يليق بالعفة والشرف.
إن الدافع - الوحيد - الذي دفعني إلى طرق باب هذا الموضوع الشائك