تهلل، ورجعت إلى جماعة النسوة تحمل معها إجابة رغباتهن، عادت إليهن وهي تحمل معها فوق وأكثر ما كانت المرأة تتخيله في خيالها، فهي مأجورة - من الله - بأجر يعادل ويماثل أجر زوجها الرجل في الجهاد، وفي الصلاة، وفي الحج، وفي العمرة الخ، وهي شريكة للرجل في أجر جهاده، وحجه وصلاته، وعيادة المريض، وغير هذا بشرط أن تحسن عشرته - ليتفرغ لأعماله المذكورة - وتعمل من أجل مرضاته، وأن تكون له زوجة صالحة، وفية، أمينة، تعمل على موافقته، وأن تتجنب معاكسته ومخالفته، وهذا هو حسن التبعل.
فبمثل ما ذكر تحصل السعادة الزوجية الحقيقية، فتكون بتقسيم الأعمال، فنظام الأسرة شبيه بنظام الحكومة، فوزير الخارجية في الحكومة مكلف بالاتصالات الخارجية - وهو هنا الزوج - ووزير الداخلية مكلف بتنظيم البلد وأمنه ورفاهيته ونظافته إلى آخر ما يتطلبه وظيفه ومركزه - ويمثل وزير الداخلية هنا الزوجة - فإذا لم يقم كل وزير بما أنيط بعهدته ساء الحال، وتراكمت الأعمال، وتطرق الخلل إلى أجهزة الحكومة، وهذا ما يكون سببا في ضعفها وانقضاء أيامها.
فماضي المرأة المسلمة القديمة ماض مشرق نير، وحاضرها حاضر مظلم، مملوء بالمتناقضات والمخازي، بالرغم مما حف به من هالة التمجيد والتعظيم المزور ليزداد غرورها وخداعها، والحقيقة تكذب دعاة الشيطان ورسله، وأنصار الرذيلة وحماتها.
فالمرأة المسلمة في هذا الوقت تركت مهمتها التي خلقت لها - ولها فقط خلقت - وأرادت أن تترجل - أو أريد لها ذلك - لتكون ألعوبة وملهاة - كلعب الصبيان - في يد إبليس - بعد أن أنقذها الله منه بالإسلام - فضاعت المهمة التي كانت لها، فخربت البيت التي كانت عامرة بها، وانتشرت الفوضى في المجتمع الإسلامي - وهو المجتمع المنظم بنظام الإسلام - فكثر بسبب ذلك الطلاق بين الأزواج كثرة مهولة، وعم النزاع والخلاف، واستحكم بينهما، وساءت العشرة، وذهبت الثقة بينهما بسبب كثرة الخيانة منهما - إلا من قل - والسبب ظاهر غير خاف، فالمرأة تركت مركزها في البيت وإدارتها في الأسرة، ومصنعها في وسط العائلة، إلى إدارة غريبة عنها وعن تكوينها، إلى إدارة أو مصنع لا قدرة لها عليهما، فاستحوذت