بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (?).
كانت هذه السيدة الفاضلة - أسماء بنت يزيد - تلقب بـ "خطيبة النساء" ويكفي دليلا على تصديق هذا اللقب فيها هذه الأسئلة العجيبة التي تقدمت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما دل على حصافة رأيها وجيد عقلها، وفصاحة لسانها وشجاعتها في الموقف الذي وقفته بين يدي الرسول وهو مع أصحابه، وقد أعجب بها وبفصاحة لسانها، حتى لفت أنظار وانتباه أصحابه إلى بلاغتها في عرض ما جاءت من أجله عليه.
وهذه قصتها وأسئلتها، وهي عبرة للمعتبرين والمعتبرات منا، قالوا: (إن أسماء أتت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بين أصحابه فقالت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك وبإلهك، وإنا - معشر النساء - محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم - معاشر الرجال - فضلتم علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وأن أحدكم إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مجاهدا، حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، أفنشارككم في هذا الأجر والخير ... ؟؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال لهم: ((هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه ..))؟؟ فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا ... فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال: ((افهمي أيتها المرأة واعلمي من خلفك من النساء، أن حسن تبعل المرأة لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته يعدل ذلك كله)) (?).
فانصرفت المرأة - عائدة - من لدن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بعدما سمعت منه هذا الإرشاد النبوي الكريم، والتوجيه القويم، وبعدما اسمعته رغبات النساء اللائي بعثن بها إليه، انصرفت مسرورة مستبشرة وهي