من السحر والشعوذة، فجاء موسى بالعصا فأبطلت سحرهم وشعوذتهم حتى قيل في ذلك:
إذا جاء موسى وألقى العصا … فقد بطل السحر والساحر
ومن السذاجة في التفكير بل والبلاهة أن تقاس معجزات الرسل - أو تنكر وتكفر - بآراء البشر واكتشافاتهم - كيفما كانوا - كما ادعى هذا المدعي، إذ قدم رأي "باستور" العالم الفرنسي على قول الله خالق باستور الذي ركب فيه العقل والإدراك، ورحم الله محيي الدين بن عربي في قوله الحكيم:
ومن لم يكن يستنشق الريح لم يكن … يرى الفضل للمسك الفتيق على الزبل
فباستور لم يرد معارضة الخالق في خلقه، لهذا فلا يجوز الاستهزاء والسخرية بالرسل ولا بالمعجزات التي خصهم الله بها تصديقا لهم، وهي الأمور الخارقة للعادة، ومنكرها كافر بالله، ومن أجل هذه العقيدة في المسلمين أنكر الخليفة العباسي هارون الرشيد على أبي نواس الشاعر المعروف قوله:
فإن يك باقي سحر فرعون فيكم … فإن عصا موسى بكف خصيب
وقال له: يا ابن اللختاء أنت المستخف بعصا موسى نبي الله حين تقول: فإن بك الخ وأمر بإخراجه من معسكره من ليلته.
أما قصة أصحاب الكهف التي أنكرها فخامة الرئيس الجليل فإن فيها العبرة البالغة لذوي العقول النيرة، فإن من فر وهرب بدينه وعقيدته إلى الله حماه الله، خصوصا وقوم زمانهم أنكروا البعث والحياة بعد الموت، فأراهم الله - وهو القادر على كل شيء - قدرته الباهرة فيهم. في إحيائهم وإماتتهم، فالاعتراض على هذا قدح في قدرة الله تعالى على كل شيء، وبالأحرى في ذلك نسبة العجز إلى الله تعالى، وهذا وحده كاف في الحكم على قائله بالردة والكفر وما يتبع ذلك من أحكام.
3 - قال المجاهد الأكبر: إن المسلمين وصلوا إلى تأليه الرسول محمد، فهم دائما يكررون: "محمد صلى الله عليه وسلم" الخ ... وهذا تأليه لمحمد ... ويعلم الله أني حين قرأت هذه الجملة قلت في نفسي: إن المجاهد