فاشتريت مني، وعمدت إلي الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ، فزدت ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها إلى الوراقين فتصفحوها فوجدوا فيها الزيادة والنقصان فرموا بها فلم يشتروها، فعلمت أن هذا الكتاب محفوظ، فكان هذا سبب إسلامي) والقصة معروفة ومذكورة في عدة كتب منها تفسير القرطبي عند تفسيره لهذه الآية: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.

وفي كتاب "تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه" للسيد محمد طاهر الكردي، قال يحيى بن أكثم: فحججت تلك السنة، فلقيت سفيان ابن عيينة، فذكرت له الخبر، فقال مصداق هذا في كتاب الله عز وجل، قال قلت: في أي موضع؟ قال: في قول الله تبارك وتعالى في التوراة والإنجيل: {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ} فجعل حفظه إليهم فضاع، وقال عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. فحفظه الله عز وجل علينا فلم يضع اهـ. تفسير القرطبي ج 10 ص 6. ومثل ذلك - أيضا - قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ} قال قتادة: يعلمون أنه كلام الرحمن، فالقرآن معجزة محمد صلى الله عليه وسلم الباقية والخالدة، أيده الله بها، فهي كسائر معجزات الرسل، وتزيد عليها بالبقاء والخلود حتى قيام الساعة.

أبعد هذا لحفظ من الله للقرآن، والامتحان من الناس له يدعي دعي بما لم يكن، ولن يكون أبدا؟؟؟؟

إن من مزايا القرآن على غيره من الكتب السماوية أنه محفوظ في صدور المسلمين، ولم تكن التوراة ولا الإنجيل محفوظة في صدور اليهود والنصارى إلى اليوم، ولا يقرؤونها إلا نظرا، قال الله تعالى مصداقا لذلك: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} من سورة العنكبوت.

أما عصا موسى التي لم يقبل عقله "النير" وجودها وحسبها - خرافة - فهي معجزة أيد الله بها رسوله موسى عليه السلام كباقي المعجزات التي أيد الله بها رسله الكرام، وكانت من نوع ما كان متعارفا في ذلك الزمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015