إن علماء الإسلام في كل قطر من الأقطار الإسلامية مطالبون بالوقوف في وجه هذا الرجل الذي اعتدى على حرمات الإسلام، فيردون عليه الرد المقنع على هذه المفتريات التي صدرت منه، لأنه اعتدى اعتداء علنيا وصريحا على دينهم وقرآنهم ورسولهم، ولا يسكت عنه إلا من رضي بقوله، أولئك هم العلماء العدول الذين حملوا أمانة العلم والدين، وهم المعنيون بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)) قال القرطبي في مقدمة تفسيره: أخرجه أبو عمر وغيره، ولا يعد موقفهم منه وردهم عليه تدخلا في شؤون غيرهم - كما هي النزعة السياسية - بل ذلك واجب ديني عليهم، وإلا يفعلوا يكونوا من الهالكين، ذلك أنهم لم يتدخلوا في شؤونه الخاصة به أو في تسيير حكومة شعبه كما شاء وأراد، ولا في تبذير أموال الشعب التونسي في إنشاء قصوره وقبوره وغير ذلك، فلا يعد هذا من ذلك القبيل، لأنه خرج عن حدوده الخاصة به ومد يده - القصيرة - إلى ما في قلوب المسلمين، لينتزع منها ما عقدته العقيدة الإسلامية من ضروب الإيمان، فهو قد اعتدى، والمعتدي لا حرمة له، خصوصا واعتداؤه كان على الدين الذي هو حق للمسلمين كلهم وخاص بهم، وما دفعه إلى ذلك إلا الحمق والخرق والجهل.

ذكر المفسرون أنه كان في مكة امرأة حمقاء خرقاء لديها صوف كثير، ولم تكن تحسن صنعته، فكانت تعمل الشيء ثم يستولى عليها حمقها وخرقها فتنقضه وتحله وتعيده صوفا كما كان، فضرب الله بها المثل في القرآن حتى لا يفعل المسلمون مثل فعلها في نقض العهود وغيرها، قال الله جل من قائل:

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} سورة النحل الآية 92 - كما ضربت العرب بخرقها وحمقها المثل فقالوا: (خرقاء وجدت صوفا) فهذا المثل العربي ينطبق تمام الانطباق على الرئيس التونسي لما بينهما من التشابه، كلاهما وجد شيئا لم يحسن استعماله.

إن نيته سيئة نحو الإسلام والمسلين، فهو يحاول أن يشككهم في دينهم وقرآنهم ورسولهم، لأنه لا يؤمن هو بذلك، بل لا يؤمن إلا بما قاله أمثاله، مثل باستور ولنين اللذين استشهد بآرائهما: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} لهذا قدم رأيهما على القرآن وأحكام القرآن، وهذا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015