وذكره ابن جماعة في منسكه دليلا لقولهم: لا تدنو النساء من البيت في الطواف مخافة اختلاطهن بالرجال إن كانوا، كل هذا حفاظا على حرمة المرأة وشرفها، وخطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما في الجابية فقال فيما قال عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: ((ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان))، رواه الترمذي بسند صحيح.

تلك دعوة الإسلام إلى التطهر والتعفف، لا دعوة المزدكية إلى الخبث والفساد وإفساد عضو له قيمته في المجتمع الإسلامي، فدعوة الاختلاط والتبرج ما هي إلا تغرير بالمرأة وتحقير لشأنها.

الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة يعتدي على عظمة القرآن ومقام الرسالة المحمدية.

وأخيرا - لا آخرا - فقد طلع الرئيس التونسي "الحبيب بورقيبة" على المسلمين بما لا قبل لهم به إلا بما صدر ويصدر من أعداء الله وأعداء الأديان، وخصوم الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، فقد تطاول إلى مقدسات المسلمين، ونال منها بالاحتقار والتنقيص من مرتبتها - جهلا وغرورا - ورماها بما لم يقع إلا من أكبر الملحدين الكافرين أعداء الإسلام - العظيم - فكيف بذلك إذا صدر من رجل يتولى رئاسة حكومة لشعب مسلم عريق في الإسلام، فقد أطلق لسانه في القرآن الكريم المحفوظ ممن أنزله على رسوله الأمين.

فقد خطب في جمع من المدرسين والمربين التونسيين المجتمعان بمناسبة انعقاد "الملتقى الدولي حول الثقافة الذاتية والوعي القومي" في شهر مارس - آذار - 1974، في تونس، وأظهر لهم هذه المرة ما يكنه في قلبه للقرآن العظيم وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم من احتقار واستخفاف، دل على ما في قلبه، والمسائل التي تعرض لها في خطابه ذلك نشرتها صحيفة "الشهاب" اللبنانية المجاهدة الصادرة في 24 ربيع الأول 1394 هـ الموافق لـ 15 أفريل - نيسان - 1974 م تحت عدد - الواحد والعشرين، السنة السابعة - والشهاب نقلتها عن جريدة "الصباح" التونسية اليومية الصادرة في: 20 و 21 من الشهر المذكور، والبعض سمع منه مباشرة، وهذه هي المسائل التي تعرض لها في خطابه ذاك، قال الرئيس التونسي بورقيبة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015