والملذات، بل ويرضى عنهم الله تعالى - حسب دعواه - ويثيبهم على أفعالهم تلك إذا هم اتبعوا شريعة مزدك.
وشريعة (مزدك) كما تقدم مبنية على عنصرين هامين في الحياة البشرية:
(1) عنصر المال و (2) عنصر المرأة، أما العنصر الأول وهو (المال) فهو قدر مشترك بين أتباع هذه الشريعة، فلا يختص أي واحد منهم بأي شيء من المال، فكل الأتباع فيه شركاء، فلا يتميز واحد منهم بدار، أو ببستان، وهكذا فأين وجد الواحد من أتباعه دارا أو غيرها أخذها ودخلها واستولى عليها، لأن شريعة مزدك تبيح له ذلك.
وأما العنصر الثاني - في المزدكية - وهو (النساء) فقد أباحت شريعته لأتباعها جميع النساء، فلا يختص رجل بامرأة، ولا تختص امرأة برجل معين، فكل المزدكيين شركاء في نسائهم.
هذه خلاصة شريعة (مزدك) المجوسي الذي كان يعيش في الربع الأخير من القرن الخامس وبداية القرن السادس المسيحي، أي قبل ولادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كما مر قريبا.
توضيح دعوته:
قال هذا النبي الفاجر الكذاب: (رأيت الناس إنما تكون بينهم الخصومات والأحقاد، بل وحتى القتال والحروب - من أجل الأموال والنساء - لهذا رأيت أن أزيل من بينهم الأسباب التي تؤدي بهم إلى الخلاف والخصام والعداوة والقتال. من أجل هذا يجب أن نزيل الأسباب حتى لا تكون المسببات، ومن العداوة والخصام تكون الحروب بين الناس، من أجل ذلك يجب أن يعيش الناس كلهم في اتفاق وأخوة وسلام.
فشريعته كما رأيناها من خلال دعوته فكرة شيطانية، تفسد المجتمع الذي تطبق فيه، فتفسد أخلاقه وتجعله مجتمعا إباحيا حيوانيا كسولا، لا قيمة له بين الشعوب في الأرض، بل إن شريعته على العكس مما قال، تقوي العداوة بين الناس لا أنها تزيلها وتقضي عليها كما زعم زعيمها.
وقد وجد أصحاب الشهوات البهيمية في هذه الشريعة الإباحية، والكسالى الذين لا يحبون أن يعملون ليكسبوا كما يعمل غيرهم ويكسب، كما وجد