فهتكوا سترها الذي تسترت به، وفضحوا حيلها ومكائدها، وحذروا بذلك عقلاء الناس من أمرها، حتى لا ينخدعوا بدعوتها التي جعلتها وسيلة لنيل مرادها وما ترمي إليه، من إلحاد في الدين وفساد للعقيدة، وشر في الأرض.

إذن ما هي إشتراكية مزدك ... ؟

تعتمد (المزدكية) أو إشتراكية مزدك على عنصرين اثنين هامين في حياة الفرد والأمة، هما عنصر المال، وعنصر المرأة، لهذا نجده - كما نجد من سلك سبيله - فتح ثلمتين في حصن الفرد والأمة، نفذ منهما إلى قلب الفرد والأمة، ومن استولى على المال والمرأة ... فقد استولى على كل شيء، وسخر كل شيء في سبيل أغراضه ومطامحه، واتبعه لذلك أكثر الناس، لأن الأكثرية من الناس تقدم - في الاعتبار - هذين العنصرين على ما سواهما.

هذا هو الأساس الذي أرسى عليه (مزدك) بنيان دعوته إلى اشتراكيته.

الفصل الثاني: من ابتدعها؟

مبتدع هذه النحلة، أو الدعوة، أو المذهب - بل مجددها لأنها قديمة - رجل مجوسي من مجوسيي الفرس ادعى النبوة، وجاء بهذه النحلة أو المذهب، على أنها شريعة من الله أرسلها إلى عباده بواسطته هو، واسم هذا الرجل (مزدق بن بامداذ) والفرس يبدلون القاف كافا، فينطقون به (مزدك)، وادعى أن الله أمره هو ومن اتبعه بالعمل بها، فإذا عملوا بشريعته كان لهم الثواب الكثير والأجر العظيم.

هذا (النبي) صاحب هذه الشريعة هو مزدك كما قلنا آنفا، وإليه تنسب نحلته فيقال لها: (المزدكية).

متى ظهرت هذه النحلة؟

ظهرت هذه النحلة - حسبما ذكره المؤرخون - سنة (484) ميلادية. ومزدك هذا إذا قلت أنه شيطان، بل هو من أكبر شياطين الإنس لم أكن - حقا - من المبالغين أو المخطئين، فهو شيطان - ذكي - علم أن الناس ينقادون إليه بيسر، ويقبلون على شريعته برغبة، ويعملون بها بسرعة وبدون تردد، إذا هو جاءهم بشريعة توافق ما تميل إليه النفس البشرية، فتبيح لهم الشهوات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015