فيها حتى تكملها قوانين الملاحدة، فمن ادعى أن الإسلام ناقص، أو لا قدرة له على حل مشكل الوقت الحاضر كما يقولون - من ادعى ذلك فهو كاذب ومكذب ومرتد كافر برب العالمين، منزل القرآن الذي جعله دستور المسلمين، كما هو خائن لأمانة العلم وعهد الدين، فإذا قالوا أن في الإسلام بعض أهداف الاشتراكية، أو نزعة تشبه الاشتراكية، فهذا نعم، وأما أن يكون هو هي فلا ... فالإسلام ليس بالشيوعية في نظامها، ولا بالرأسمالية في أهدافها، فهو وسط بينهما ولعل هذه الآية تتحمل هذا المعنى وهي قوله، تعالى وتقدس: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (?) فالأمة الإسلامية أمة وسط في حياتها، فليست بالمتغالية في كسب المادة كالرأسماليين، ولا بالمفرطة كالذين يتظاهرون بأنهم ليسوا من عباد المال وأربابه، لهذا فالاشتراكية لا تتفق - أبدا - مع الإسلام مهما حاول بائعو دينهم ذلك، فتعاليمه وتعاليمها متغايران متناقضان ومتضادان، فكيف يمكن الجمع بين هذه المتناقضات، كالجمع بين النور والظلمة، أو بين الليل والنهار، وذلك أمر مستحيل، فهو دين إلهي أساسه الإقرار بوجود الله وتوحيده والإيمان به وطاعته، وهو موجود موجد لكل شيء، أما هي فإنها من وضع البشر، تحمل فيما تحمل ما يناقض الدين فلا إيمان فيها لا بالإله ولا بالدين ولا بطاعة الخالق العليم، إذ من الأصول التي بنت عليها دعوتها (لا إله والحياة مادة) فمن ذا الذي يدعي أنه لا تنافي بين الإسلام وبين الاشتراكية؟ وأمرهما ما يعرف الجميع، وتثبيتا لهذا المبدأ الاشتراكي فإننا لم نر - الاشتراكيين - يقومون بأداء الفروض الدينية كما يقوم بها غيرهم ممن ليسوا على مذهبهم، فلا يقصدون المساجد إلا في المناسبات كالأعياد، إذ كيف يفعلون شيئا يرونه خلاف مذهبهم،؟ فإذا تظاهر واحد منهم بالتدين فإنه لحاجة في النفس لا غير، وقد سمعنا رئيس الجمهورية الجزائرية السابق أحمد ابن بلة يصرح في حفلة أقيمت في قاعة سينما الماجستيك سنة 196 بما يلي، إذ قال وهو يتكلم عن الدولة الجزائرية: (تأخذ مكانها في البناء الاشتراكي، تأخذ مكانها الطبيعي) وهل طبيعة الأمة الجزائرية ودولتها هي الاشتراكية ... ؟؟ ومن المعلوم في النظم الدولية أن المسؤولين الكبار كالملوك والرؤساء إذا تكلموا أوجزوا فيقلون الكلام بلا ثرثرة، وفي مناسبات خاصة،