للإسلام ودعوته أية قيمة تذكر، وما أعطيت له من حصص فهي قليلة جدا، وتعطى لأناس لا صلة لهم بالدين - إلا القليل منهم - وفي بعض الأوقات تعطى للنساء، وبضاعتهن في هذا الميدان قليلة، وقد أعطيت في بعض الأوقات لمن لا يحسنون التكلم بالعربية، فيخاطبون الناس بالفرنسية فيما يرجع إلى الأمور الدينية!!! فيقول بعضهم في الإسلام - لِزْلَامْ - كما ينطق به غير العربي، وفيهم حتى المتجنس بالجنسية الفرنسية، وبه خرج من الشريعة الإسلامية بفتاوي العلماء.

والمقصود من هذا كله إبعاد علماء الإسلام عن الاتصال بالأمة المسلمة، حتى لا تتأثر بكلامهم، فإذا سمعت كلاما من غيرهم - قصد به سد الفراغ - فإنه لا يؤثر فيها التأثير المطلوب وذلك هو المقصود.

وفي مثل هؤلاء ما حكاه القرآن عن حال الكافرين المشركين حين يذكر الله وحده في مجالسهم من غير ذكر لمعبوداتهم الباطلة، فقال: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} (?)، ومما يناسب هذا وما تقدمه من الكلام على - مزدك والمزدكية - أن أذكر هنا بيتين أوردهما الجاحظ في كتابه "البيان والتبيين" وقيل إنهما للأصمعي في هجو البرامكة - وأصلهم من الفرس - بعد أن حل بهم ما حل - في نكبتهم - من الخليفة العباسي هارون الرشيد، وهما:

إذا ذكر الشرك في مجلس … أنارت وجوه بني برمك

وإن تليت عندهم آية … أتوا بالأحاديث عن مزدك (?)

فالشعب المسلم - أينما كان - يرد على دعاة الإلحاد والكفر والزندقة الذين يحاولون أن يطفئوا نور الله بأفواههم وأقلامهم المسمومة، كما يحاولون تغليط الأمة المعلمة بواسطة مبادئ شيطانية - مزدكية - يرد آراءهم وبضاعتهم الرخيصة بقول الله تعالى: {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ} (?). هذا ما أمر الله به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015