يرد به على مشركي زمانه، كما يقوله المؤمنون الصادقون لملاحدة هذا العصر، ويقول الشاعر العربي: مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله ابن الزبير بن العوام رضي الله عنهما، من قصيدة ناظر بها إسحاق بن إسرائيل فقال منها:
وقد سنت لنا سنن قوام … يلحن بكل فج أو وجين (?)
وكان الحق ليس به خفاء … أغر كغرة الفلق المبين
وما عوض لنا منهاج جهم … بمنهاج ابن آمنة الأمين
فأما ما علمت فقد كفاني … وأما ما جهلت فجنبوني (?)
كيف يرضى شعب مسلم له تاريخ حافل بالأعمال الشريفة والمواقف العظيمة، ورث الأخلاق الإسلامية عن آبائه الأمجاد، تلكم الأخلاق المشبعة بروح الإيمان القوي، المؤمن بدينه وشريعته وأحكامها؟ كيف يرضى أن ينبذ كل ذلك وينسلخ عنه بما فيه من محامد وأيام بيض غر في جبين التاريخ؟ من أجل طائفة لا تؤمن بالدين، أرادت ذلك، ولم تفكر في العواقب والنتائج، كيف يرضى شعب مسلم أن يعوض ويبدل منهاج وشريعة محمد بن آمنة عليه الصلاة والسلام بمنهاج (جهم) أو (مزدك) أو (ماركس) أو غيرهم، كما قال موسى لبني إسرائيل: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} (?) أم هل من له كنز عظيم كالإسلام ينفق منه ويجد فيه كل ما يحتاج إليه من تشريع كامل، ورحمة شاملة، من له هذا الكنز يحتاج إلى الاقتراض من الغير، أو يمد يده إلى غيره كالسائل المستجدي؟ اللهم لا إلا من كان جاهلا بأن له كنزا فهو لا يعرف عنه شيئا.
فمن رغب في تبديل قوانين الشريعة الإسلامية الكاملة، بقوانين أخرى وضعية - أو وضيعة - كيفما كان واضعها فهو غاش للمسلمين، بل ولم يكن منهم، لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ((من غشنا فليس منا)) (?) وإنما هو عميل للملاحدة الكفرة، لأن الحق واضح، وهل يستطيع معاند