وأما مفهوم خصائص المعنى، فلا بد من تحقيق الشرف والصحة، والإصابة في الوصف، والمقاربة في التشبيه، ومناسبة المستعار منه للمستعار له، ثم التحام أجزاء النظم والتئامها1.

ومفهوم الشرف في المعنى هو الإغراب فيه واختيار الصفات المثلى، والصحة فيه هو السلامة من الخطأ، ومطابقة المعنى الموضوع له في اللغة.

ومفهوم الإصابة في الوصف هو ذكر المعاني العامة، والابتعاد عن المعاني المجهولة والصفات الخاصة.

ومعنى المقاربة في التشبيه هو ما لا ينقض عند العكس، ومناسبة المستعار منه للمستعار له هو ما تعارف عليه أهل اللغة في المجاز2.

وأما خصائص الأسلوب والنظم في الشعر فهي جودة السبك وإحكام النسج وصحة التراكيب، والتآخي بين المعاني والألفاظ فتوضع اللفظة بجوار أختها، وفخامة الأسلوب.

فالأصمعي وابن سلام الجمحي يحرصان على فخامة الأسلوب، ويقول أبو هلال العسكري: وليس الشأن في إيراد المعنى.. وإنما هو في جودة اللفظ وصفائه.. من صحة السبك والتركيب والخلو من أود النظم والتأليف. ويقول ابن طباطبا: "وللمعاني ألفاظ تشاكلها فتحسن فيها وتقبح في غيرها"، ويقول المرزوقي: "والتحام أجزاء النظم والتئامها على تخير من لذيذ الوزن"3.

ويقول الآمدي: "وليس الشعر عند أهل العلم به إلا حسن التأتي وقرب المأخذ، واختيار الكلام، ووضع الألفاظ في مواضعها"، ويقول أيضًا: "صناعة الشعر وغيرها من سائر الصناعات لا تجود وتستحكم إلا بأربعة أشياء: جودة الآلة - وإصابة الغرض - وصحة التأليف - والانتهاء إلى تمام الصنعة من غير نقص فيها ولا زيادة عليها"4.

وأما مفهوم منهج القصيدة فهو حسن الانتقال من غرض إلى غرض ومن موضوع إلى موضوع. فينتقل الشاعر من ذكر الديار والأطلال إلى الحبيب والرحلة ثم إلى المدح، وهكذا في براعة وحسن تخلص. يقول ابن قتيبة: "إن مقصد القصيدة إنما ابتدأ فيها بذكر الديار والدمن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015