الحمد لله تعالى الذي جعل الإسلام عقيدة وشريعة ... والصلاة والسلام على خير خلق الله ... كان خلقه -صلى الله عليه وسلم- القرآن الكريم ... {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} .
في العصر الحديث عاد إلى الشعر العربي وجهه المشرق، وأصالته العربية الإسلامية العريقة في جميع أنحاء العالم الإسلامي والعربي، فأوت إليه الأصالة بعد الزيف والإسفاف، والحيوية والتجديد بعد الجمود والتقليد، والإبداع والابتكار بعد النقل والتكرار، والتحرر والرجوع إلى الذات بعد التقيد والتبعية.
ولهذا نال الشعر العربي الحديث عناية الباحثين والدارسين؛ لتحديد الدوافع لأصالته وعراقته، وإبراز خصائصه وسماته واتجاهاته ومدارسه وطابعه ومذاهبه، وخاصة في المجالات التي لم تنل عناية الباحثين، لما تحتاج إلى جهد في تيسير الوسائل والأسباب, وتذليل العقبات والصعوبات.
والشعر في "المملكة العربية السعودية" حتى الآن من الحقول البكر التي تضطر إلى التوقف والتأمل كثيرًا، وإلى البحث والدراسة، ولا زال الشعر السعودي يحتاج إلى التقييم والتحليل والنقد والموازنة، للتعرف على خصائصه الفنية، ومدارسه الشعرية، ومذاهبه الأدبية.
والدراسة التي دارت حوله حتى الآن أخذت اتجاهًا واحدًا نحو الحركة الفكرية والتاريخ الأدبي، في مؤلفات نادرة ذات الطابع التاريخي في أدب المملكة عامَّة، أو أدب الجنوب خاصة، أو أدب نجد وغيرها1.