كنت والحب في مغانيك نحيا ... أملًا راقيًا وحلو رجاء

وأماسينا لقاءات نجوى ... نثرت من يمينك المعطاء1

فالقرعاء ونعمان وحجلا من مفاتن عسير، وحجلاء كانت ولا تزال بها كلية التربية فرع جامعة الملك سعود "الرياض سابقًا"، والتي أعمل بها معارًا من جامعة الأزهر، وهي على بعد خمسة عشر كيلو مترًا من أبها التي أسكن فيها، والأماكن التي عاشها الشاعر وعشقها وهام بها يلحّ على ذكرها في قصائد كثيرة يقول في "الأرض والحب":

أسأل عنك الليل والأنجم الزهرا ... لعل لديها عنك يا فتنتي خبرا

ولولا وقائي ما تلمضت صابرًا ... بنار بعادي عن مرابعك الخضرا

أنا فيك يا جازان فلتزهر الرؤى ... بعيني غريب هام ربعه دهرا

أنا فيك في "فيفا" نناجي جنانها ... وأخلق إعجابي بما احتضنت شعرا

وأنساب في أنهار "بيش" مغنيًا ... منازلها الفيحاء أو زرعها النضرا

وتمنحني "صبيا ولا زلت في الصبا ... برود صبا تستأثر اللب والفكرا

وأغرق روحي في هوى "ضمد التي ... رعتني عمرًا بات من أعذب الذكرى

بروحي تلك الأرض من أثلها إلى ... منابت "سعيد" قد انتشرت عطرا

على أنني ضيعت عمري في "أبي" ... عريش" فإن خرفت يا جنتي عذرا

كأن لياليها سواحر بابل ... وما ضمنت تلك الليالي غدت سحرا

ولي في ديار الأريحية والندى ... بسامطة قلب تعانقه البشرى

كما عانقت أذرع بحرها ... وعانقت التاريخ والمجد والفكرا2

فهذه الأماكن التي التهبت في وجدان الشاعر، وهي مدينة جازان غربي المنطقة الجنوبية تعانق بذراعيها البحر الأحمر، ولها تاريخ حافل بالمجد والعلم والأدب والحضارة، وجبال "فيفا" جميلة المناظر عليلة الهواء، جيدة الثمار، تقع في شرقي المنطقة، ومدينة "بيش" أكبر أودية المنطقة الزراعية، "وصبيا" مدينة تاريخية، تعد مركزًا سكانيًّا وتجاريًّا، من أهم مدن المنطقة الجنوبية، وقرية "ضمد" من أكبر القرى، وكذلك "أبو عريش" مدينة في الوسط، ومدينة "سامطة" في الجنوب من عسير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015