ففي واقعي كما أرى تائهًا ... وإن أنا أول التائهين

أقلب طرفي وبي لهفة ... إلى عالم فيه يحيا اليقين

شربت الحياة بأكوابها ... فما ذقت فيا سوى دمعتي

وغنيت فيها بقيثارتي ... فذابت على نغمتي مهجتي

تأملت فيها جمال الوجود ... فتهت على مركب الحيرة

أجوب البلاد وما أهتدي ... وهذا الضياع على صورتي

أقلب طرفي لعلي أرى ... طريق يقين يزيل الظنون

ولكن طرفي به حيرة ... من الناس حتى نفيت اليقين

وهكذا إلى آخر القصيدة يصور نفسه في مركب تائه من الألم، ينتهي به إلى الضياع، وقلبه يسيل أسى من الحياة التي تذيب الحياة:

فهذي الحياة تذيب الحياة ... وهذا فؤادي فيها يسيل1

لكن الشاعر الملهم هو الذي يجد في قيثارة الشعر العزاء الذي ينسيه همومه، والدواء الذي يخفف آلام الحياة، يقول الشاعر في "قيثارة":

قيثارتي تشدو ودهري يسمع

قيثارتي ثكلى وأم ترضع

تبكي الصبا يمضي فلا يسترجع

وترضع الأحلام من ثدي الألم

قيثارتي لحن وأوتار هزيله

ناجيتها هات فقالت لي عليله

الحزن يدميني وأوتاري ذليله

قيثارتي شعري وعمر كالوتر

قيثارتي الثكلى وعمري المنتحر2

طور بواسطة نورين ميديا © 2015