الأغراض الأدبية وخصائصها الفنية:
أولًا: شعر الوجدان والتأمل
هذا الغرض من شعره ينزف به وجدانه، ويسبر به أعماق نفسه، ويبحث عن ذاتها في الضياع في تصوير أدبي يفيض أسى وحزنًا، ويقطر ألمًا ودمًا، يسوده القتام "والبؤس والحرمان، فهو يمثل حياته بصدق ودقة، يقول في "ومضة" تكشف عن موطنه في الجنوب:
ولي في "الأزد" عرق منه أصلي ... ونعم الجد من "شهر" النجيب
ورثت العزم من أهلي وأرضي ... سراة الأزد أم للعريب
وللإنسان في قلبي مكان ... فذا الإنسان يا قلبي حبيبي
وما فخري بقومي غير ومض ... ينير النفس للفعل المصيب1
لكن الشاعر العسيري ترك موطنه الذي ولد فيه، وتاه في دروب الحياة التي امتلأت بالشوك والماء يقول في قصيدته:
أين دربي في حياتي ... والدجى غطى رباها
أبذل الجهد ولكن ... ضاع جهدي وتناها
مذ طواني الدهر طيًّا ... مذ رماني بشظاها
وبحثنا عن طريق ... يمنح النفس مناها
فرأيت الدرب شوكًا ... وضياعا ومتاها2
وتاه في الحياة من طول الضياع، فهو يخرج من متاهة إلى أخرى، وأجمل حلم يراه هو انتباهته بقدر ما يميز بين درب ودرب، وفي متاهاته تهديه الحياة الضياع، يقول في "آه من طول الضياع":