إلى قوله:
فإذا دعا داعي الجهاد ... حملت كالليث الغضوب
وحملت رشاشي على ... كتفي ولم أذكر لغوبي
ومشيت أزرع من رصاص ... النصر في صدري دروبي
أنا أمة غنَّى بها التاريخ ... في كل الصقوب
أنا قطرة هرقت من ... دم كل مقدام وتوب
أنا زندي المفتول أقوى ... عند إحداق الكروب
وعلى يد الفتيان لا الـ ... فتيات تحرير الشعوب
فدعي أناملك الرقاق ... لرقة الطفل النجيب
ربيه للوطن الكريم ... على الفضائل لن تخيبي
أنت الخبيرة في اصطناع ... النشء معمور القلوب
لا تتركي البيت المقدس ... إنه أسمى الوجوب
لا تعتدي هذا نصيبك ... في الحياة وذا نصيبي1
إلى آخر القصيدة التي تدل على أن الشاعر من شعراء هذه المدرسة مدرسة التجديد المحافظ، تجديد في المعنى والفكرة، واستجابة الغرض لمقتضيات العصر، وتجاوب الشاعر مع أحداث عصره، في أسلوب قوي عذب منساب، وتصوير أدبي رائع، مع الحفاظ على الأصالة العربية والعمود الشعري في الفصاحة والنصاعة والأسلوب والوزن والقافية، لكن ذلك في ثوب جديد، تتجه فيه القصيدة نحو غرض واحد من المطلع حتى النهاية.