جعلوا كتاب الله نصب عيونهم ... وتفهموه وقدموه وعظموا
عدنا وعاد إلى الحقيقة تاجها ... وانجابت الظلما وهش الموسم
الذل عار والتأخر سبة ... والجبن صاب والإهانة علقم
والمجد للإسلام ليس لغيره ... وبنوه بالتمجيد ما أحراهم
والقصيدة طويلة لأن الشاعر نفسه طويل في الشعر، يتدفق في شعره كما يتدفق السيل من علٍ، مع عمق المعنى وحضارة الفكرة، وشرف المقصد والهدف، وعذوبة الأسلوب وخفة التركيب، وجمال التصوير، وسحر الإيحاء، والصدق في العاطفة والتجربة والمشاعر.
أما قصيدة: "هي الظلام هي مشاعر النور"، فقد ذكر الشاعر أنه نظمها وهو طالب بالسنة الرابعة في كلية اللغة العربية في ظلام الليل للحفاظ على مشاعر إخوانه الطلاب النائمين، فلم يشأ أن يقلق مضاجعهم بالنور، وأمسك بالقلم وظلَّ يكتب في الظلام حتى الفجر، لكنه وجد الكلمات متداخلة، لكن الشعر شعره، فقرأها وها هو مطلعها:
حرقت مقلتي وهد بناني ... واعتراني الضنا وغامت سمائي
فإذا القلب في الهموم غريق ... بعد أنس وراحة وهناء
وإذا النفس تنزوي في اكتئاب ... وعذاب عن ساحة الأقرباء
أيها القلب ما عهدتك تجفو ... لحبيب ممنع في الخباء
ربة الطهر أرجوك لا تعذليني ... واعذروني إن غبت يا أصدقائي
إن في القدس لوعة وحريقًا ... وبكاء أولًا ككل بكاء
فيهودًا تعبث فيه فسادًا ... وتنادي بالشر والبلواء
وتسوم الأطفال ذبحًا وفتكًا ... وهموا في الصفاء مثل الماء
وتسوم الأعراض هتكًا وعضًّا ... في افتراس الفضائل البيضاء1
وأما القصيدة التي حازت الجائرة الأولى في هذه المسابقة لنادي أبها الأدبي في عام 1400هـ، فهي للشاعر حسن يحيى ضائحي بعنوان: "حدث بيننا" يقول منها:
أنا عنك يا ذات الخمار ... إذا دعا داعي الحروب
أنا عنك في حمل السلاح ... وفي مجابهة الخطوب