"الحقيقة" يقول الشاعر علي عبد الله مهدي1:
أطوي الجناح على الجراح وأكتم ... وأقول: قومي بالكرامة أعلم
ولقد مضى زمن وجفني مغمض ... عن عيبهم وكأنني لا أفهم
كم قلت: قومي لا مثيل لعزمهم ... ونشرت ما تملي العواطف عنهم
وهتكت أستار السحاب ملفقًا ... عزًّا تغار لمستواه الأنجم
قومي إذا شئت الحقيقة عنهم ... يتأخرون وغيرهم يتقدم
وإذا ينادي للفضيلة نمتمو ... وإذا ينادي للرذيلة طرتم
غرتهم الدنيا ومزق شملهم ... حسد، وفرقهم عداء محكم
إلى قوله:
يا أمتي والنار تكوي مهجتي ... والسهم يعتصر الفؤاد ويكلم
لم تنطلق رجل لوقوف محرم ... أو درء مفسدة ولم ينطق فم
أبمثل هذا يستقيم كياننا ... ويطل فجر مشرق متبسم
يا أمتي: الأديان تهرم كلها ... وتشيب لكن ديننا لا يهرم
كل السيوف القاطعات تثلمت ... أما النبي فصار لا يثلم
هو للهدى سيف وللتقوى فم ... هو للفضيلة قائد ومعلم
والفخر بالإسلام ليس بغيره ... يكفيك فخرًا أن يقال: المسلم
قالوا: الحياة فقلت ظل زائل ... والافتتان فقلت: ذاك جهنم
والبعث والأخرى فقلت: حقيقة ... من شك فهو أصم أعمى، أبكم
والأغنيات فقلت إني أعجم ... والفاتنات فقلت إني مسلم
والمال قلت أضمه وأحبه ... إن جاءني بطريقة لم تحرم
واليأس قلت: إلى الكتاب أحيلكم ... والبأس قلت عدوكم لا ترحموا
يا أمتي فلتسمعي ولتسمعي ... الحق يغضب إن يكم له فم
عودي إلى هدى السماء ونورها ... فالعود أحمد للشعوب وأسلم
أملي عظيم مشرق متجدد ... أن يسمع القوم النداء ويفهموا
ولتهنأ الدنيا بمولد أمة ... حطمت صروح الكفر فيما تحطم
بشراك يا قلبي بعهد زاهر ... قد أزمع القوم النهوض وصمموا