وقرأت في صحف روائع شعره ... ما كان أحلى نظمها وصقالها

ورأيت في أبها غراس يمينه ... نشرت على قمم الجبال ظلالها

ورأيت رأي العين إنجازاته ... غراء يسبق فعلها أقوالها

لا تعجبن فخالد من أسرة ... يتفيأ الشرف الرفيع ظلالها

عفوًا شغلت بخالد عن فيصل ... حرس الإله حياته وأطالها

نور على نور بجانب خالد ... بهما غدت أبها تسوق دلالها1

ومن أشهر مناطق الجنوب أبها، وتهامة عسير، أو رجال ألمع، وبلاد الحجر، والنماص، وتثليث، وجاش، وظهران الجنوب، وبلاد بلقرن، وبلاد شهران، ومحائل، وجازان وغيرها، وترجع القبائل فيها إلى أصول العدنانية والقحطانية، وأشهر من فيها: رجال ألمع، وآل حفظي، وبنو شهر، وبنو عمرو، وبنو الأحمر، وبنو الأسمر، وبنو مسعود، وبنو شهران، وغيرهم.

ذكر الهمذاني المتوفَّى سنة 334هـ بلاد الحجر: "أن عبل من أوطان عسير، ويقع في بلاد بني الأحمر، وهم من رجال الحجر بن الهنو بن الأزد"2.

وقال الهمداني أيضًا: "وأول بلاد الحجر من يمانيها عبل: واد فيه الحبل، ساكنه بنو مالك بن شهر، وصبح وادي زرع، وباطنه بهوان: وادي زرع وأعناب، وساكنه بنو شهر"3.

وفي الحجر نشأ الشنفرى الأزدي العداء المشهور، صاحب اللامية التي أولها:

أقيموا بني أمي صدور مطيكم ... فإني إلى قوم سواكم لأميل4

في هذه الطبيعة الساحرة، والبيئة الأخاذة، مرَّ الشعر الحديث في الجنوب بالأطوار التي مرَّت بالشعر السعودي بصفة عامَّة، واتخذ في سيره التاريخي مراحل متنوعة في التطور والتجديد، ويمثل في كل مرحلة من مراحله مدرسة فنية ومذهبًا أدبيًّا يتميز بخصائصه وسماته، ومن خلال هذه المدارس الأدبية برزت معالم المذاهب الأدبية في هذا الشعر، وسنفصِّل القول في أشهر هذه الاتجاهات المدرسية في شعر الجنوب، وذلك في الأبواب والفصول التالية:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015