التربية في أبها فقال: "لا يسعنا اليوم إلَّا أن نشكر الله -عز وجل- ونحن نشهد تدشين هذه المؤسسة الأدبية الثقافية، التي تعتبر لبنة أساسية في كيان الصرح الثقافي في منطقة عسير.. أما المجتمع فعليه أن يدرك أيضًا انتماءه العميق لهذا الجزء منه، ألا وهو مؤسساته الثقافية، فهي كما ورد الذكر، لم توجد إلّا لخدمته، وهي المصدر الأساسي الذي يمده بالقوة البشرية المؤهلة للمساهمة في تقدُّم البلاد وازدهارها"1.
ومما ذكره في كلمته الأستاذ محمد عبد الله الحميد رئيس النادي: "ونحن في هذه المنطقة الجميلة المعطاءة، الموحية بالأفكار البناءة والأخيلة الشعرية الصافية، أحوج ما نكون إلى ملتقى فكري يجمعنا، ومنتدى أدبي نغذي به أرواحنا"2.
ثم تتفجر شاعرية الأستاذ أحمد فرح العقيلان -مدير إدارة الأندية بالنيابة- فأنشد قصيدته من وحي الساعة، بعنوان: "أبها الشاعرة":
سلم على أبها وحيِّ جمالها ... واسأل عن السحر الحلال جبالها
نفسي الفداء لها ربوع فضائل ... تتشرف الأرواح أن تهدي لها
أنشد عن الطهر العفيف نساءها ... واسأل عن الخلق الشريف رجالها
الأسد فيها والظباء سوانح ... بأبي وأمي ليثها وغزالها
قد كنت أحسبني كبرت على الهوى ... وتركت أحلام الصبا ودلالها
حتى رأيت ظباء أبها رتّعًا ... والحب يرتع والعفاف حيالها
وإذا الوقار يلومني ويقول لي ... العب وشارك في الصبا أطفالها
لولا وفائي للرياض وأهلها ... لنقلت عائلتي هنا وعيالها
أو كنت أتركهم هناك وأمهم ... وأسوم بعض الطاهرات حلالها3
أبها مصيف الطيبين يؤمها ... من كان ينشد في الحياة جمالها
بعض المصايف ضلة وفضائح ... وهنا فضائلها تمد ظلالها
حورية السروات أنت نموذج ... للحسن ترسمه الحسان مثالها
في روض أبها كل شيء شاعر ... فالحسن يصقل في النفوس خيالها
ولحكمة رزقت أميرًا شاعرًا ... والشعر يرسم للنفوس كمالها
والشعر عبر عصوره أنشودة ... رسمت لروح التضحيات مجالها
ما أروع الآداب إن هي أنهلت ... من منهل الخلق الكريم خصالها
أنا لم أنل في العمر صحبة خالد ... لكن سمعت الحمد ممن نالها